أخلى تنظيم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، اليوم الأربعاء، جميع مقراته في بلدة أبو الظهور ومحيطها بريف إدلب الجنوبيّ الشرقيّ لتجنيب المدنيين قصف النظام والطيران الروسيّ.
وقال الناشط الإعلامي قصي حسين في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي الروسي يقصف وبشكل يومي، بلدة أبو الظهور ومطارها العسكري بحجة وجود مسلحي (جبهة النصرة)”.
ولفت حسين وهو الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في إدلب، إلى أن “(جبهة النصرة) قررت إخلاء مقراتها في بلدة أبو الظهور وريفها، ونقل معظم عناصرها إلى جبهات القتال مع قوات النظام، فيما نصب آخرون خيماً في المناطق الزراعية البعيدة عن المدنيين، وذلك بعد يومين على المجزرة التي ارتكبها طيران النظام في البلدة، وأسفرت عن مقتل نحو 20 مدنياً وإصابة نحو 40 آخرين بجروح”.
ويتميّز مطار أبو الظهور، وفق الناشط الإعلاميّ، بموقعه الإستراتيجي الذي يتوسط محافظتي حلب وإدلب، فضلاً عن كونه ثاني أكبر مطار في سورية، وأكبر مطار في الشمال السوري، ويحوي 22 مدرجاً بمساحة تقدر بثمانية كيلومترات مربعة.
وكان عناصر “جبهة النصرة” قد شنّوا بالاشتراك مع فصيل “جند الأقصى” في التاسع من شهر أيلول/سبتمر 2015، هجوماً مباغتاً على مطار أبو الظهور العسكري الذي حاصرته المعارضة المسلحة مدة سنتين، ليسيطروا عليه بشكل كامل بعدما قتلوا واعتقلوا معظم عناصر النظام الموجودين داخله، فيما استطاع عشرات آخرون الهرب عن طريق أنفاق كانوا قد حفروها سابقاً.
وتشهد البلاد منذ أقل من أسبوعين، هدنة ووقفاً للعمليات العسكرية أعلنته الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وأقره قرار مجلس الأمن 2268 مستثنياً تنظيمي الدولة وجبهة النصرة.
في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية محليّة، أنّ “عناصر اللجنة الأمنية في (جبهة النصرة) داهموا ليل أمس، مخيم أطمة على الحدود السورية التركية شمال إدلب، لاعتقال أحد المطلوبين بعد ورود عدة شكاوى من قاطني المخيم لإساءاته المتكررة بحقهم واستفزازهم بالسلاح، ولدى وصول المجموعة رفض المطلوب تسليم نفسه، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، سقط خلالها أكثر من أربعة ضحايا بينهم أحد المهاجمين وطفلين من المخيم”.
بدوره، أوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنّ “(جبهة النصرة) داهمت المخيم بحثاً عن مطلوبين من مقاتلين سابقين في لواء تابع للمعارضة المسلّحة، حيث حدث تبادل لإطلاق النار في المكان المذكور، مع المطلوبين، أسفر عن مقتل أحد عناصر (النصرة) وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى مقتل طفل واعتقال عدة مطلوبين، فيما استطاع آخرون الفرار خارج المنطقة”.
العربي الجديد