المركز الصحفي السوري
زهرة محمد
لم تأبه الأرض السورية،منذ آلاف السنين بتلك الترهات والنعرات التي أثارها كل من أراد أن يعيث فسادا في سوريا، لا التتر ولا المغول ولا الفرنسيين بكل غطرستهم وحروبهم وشراستهم استطاعت أن تقطع السوريون حسب الديانات والطوائف، طبعا بالنسبة للكثيرين الذين اكتشفوا لعبة النظام على هذا الوتر، النظام السوري الذي يستعر شهوة لتقطيع أوصال البلد بعد حرقها، لن يكتفي فقط بسياسة الأرض المحروقة، بل فكر أبعد من ذلك بكثير،حيث ابتكر سياسة فرق تسد، وليترحم عليه كل من يعيش أيام الطوائف وحربها، ما زلنا نشعر بطعم الخذلان منذ زمن الأندلس ووقوعها فريسة لهذا الفعل، وهذه الساسة التي بنيت على حب السلطة لكل فريق وكره الاختلاف وسياسة المكائد والمناحرات، فهل نجح النظام الشرس بهذه السياسة فعلا، وهل فكرة القضاء على الثورة الكريمة بحرق أوراق الطائفية بين أطياف الشعب السوري كانت لعبة محبوكة ومسبوكة كي يقول الكل لا نريد التفرق بعد الأسد فاتركوه يحكمنا كي لانتفرق؟؟ ولكن هل الأسد هو حامي الحما طبعا أسأل من يدافع عنه حتى الآن باستماتة ، ويرمي كل آثام التشرذم بظهر الثورة، فقبل النظام السوري، لم نسمع بحرب طائغية ، ولا تناحر ولا أكثريات ولا أقليات، الشعب السوري لم يطرح على طا ولة أفكاره هذا الموضوع أبدا، إذا فمن المستفيد،هل هي الدول التي تريد لسوريا الوقوع بلا نهوض، هل دخول سوريا في مثل هذا الصراع هو الخطة الثانية لسايكس بيكو ثاني، وماذا سيحصد الطائفيون والمعادون للثورة إن قسمت سوريا على هذا الأساس، هل نتوقع سوريا الدرزية، وسوريا الكردية وسوريا العلوية وسوريا السنية،ماذا سيكون مصير شعب أتت عليه التقطيعات والتوصيلات ،وانهدمت حضارته من أجل طائفة على حساب أخرى. سوريا المنيعة التي كانت ،هل ستظل منيعة عن الطائفية، أم أن النظام الفاسد أفسد تاريخنا، وأواصرنا وسيفسد مستقبلنا. الشعب السوري،الذي أبى الخنوع، عساه يأبى هذه المكيدة، فالسوريون كانوا يدا واحدة، لا أتوقع ولا يتوقع أحد أن تصبح أيادي وكل واحد يريد أنىيحرك العجلة على هواه،كلنا في مركب واحدة والطائفية ستخرقها،ولا أظن أن أحدا سينجو من الطوفان ،فلنصح ولنرجع لسوريتنا،كي ترجع سوريا لأبناءها.