بعد أن كانت موطن تصدير القمح بأفضل أنواعه والفواكه والألبسة وغيرها من المنتجات، باتت سوريا في ظل نفوذ ميليشيات إيران منفذاً لإنتاج وتصدير المخدرات، ولاسيما الكبتاغون.
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC يوم أمس الاثنين، تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناول إتلاف السلطات الإيطالية شحنة كبيرة تضم أكثر من 85 مليون حبة أمفيتامين “الكبتاغون” كانت قد ضبطتها منذ أشهر عدّة قادمة من سوريا.
الكبتاغون هو أحد مشتقات مادة الأمفيتامين، وهي مادة كيميائية منشطة مدرجةٌ كمادةٍ ممنوعة من قبل منظمة الصحة العالمية عام 1986 كونها دواء يسبب الإدمان ويؤثر على العقل.
وقد عمل نظام الأسد مستفيداً من خبرة حزب الله الذي له باعٌ طويلٌ في تجارة المخدرات، على صناعة وتصدير تلك المواد الممنوعة إلى الدول العربية والأوروبية. وتم خلال العام الجاري، إحباط وضبط عدة شحنات مخدرات بالأطنان وبمليارات الدولارات قادمة من سوريا، في كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن ورومانيا وإيطاليا.
كان أبرز تلك الشحنات المضبوطة شحنة من حبوب الكبتاغون في إيطاليا مطلع تموز الفائت، حيث كانت شحنة قياسية غير مسبوقة عالمياً تتم مصادرتها. قالت السلطات الإيطالية أنها بلغت نحو 14 طنًا (85 مليون حبة) في طريقها إلى سويسرا.
يعود تاريخ صناعة الأمفيتامين لعام 1887 في ألمانيا، تم استخدامه في السابق لعلاج عدة أمراض كالصرع والانفصام والصداع النصفيّ وعلاج نوبات النعاس. كما استخدمه الجنود اليابانيون أثناء الحرب العالمية الثانية للبقاء متيقظين، والرياضيون في ثمانيات وتسعينيات القرن الماضي لما له من تأثير في تعزيز الأداء.
لدى أدوية الأمفيتامين تأثير محفز ومنبه للجهاز العصبي المركزي، كما ترفع من مستوى اليقظة والتركيز والأداء البدني لدى متعاطيها.
وعمد النظام إلى تصدير تلك الحبوب للعالم بهدف الحصول على القطع الأجنبي، في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على النظام ودخول قانون قيصر حيّز التنفيذ في 17 حزيران الفائت، وانهيار الاقتصاد وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار لمستويات قياسية.
أساءت عمليات تهريب تلك المواد عبر المنتجات السورية إلى سمعة الصادرات السورية، حيث باتت دول العالم تتعامل مع الشحنات والبضائع السورية بتدقيق أكبر.
لم تعد ظاهرة المخدرات في سوريا نادرة في ظل حكم النظام ولجوئه إلى مليشيات إيران وحزب الله التي تستثمر تواجدها في سوريا، حيث أصبحت تنتشر في المدارس والجامعات وبين الشبان والبالغين بشكلٍ غير معتاد.
لجأ نظام الأسد لتجارة المخدرات وسيلةً لتحمل التكاليف الباهظة لحربه ضد الشعب السوري الذي نادى بالحرية وإسقاط النظام.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري