بقلم: فداء معراتي.
مع الكوارث والحروب يرتفع معدل الوفيات لدى الأطفال خصوصاً بسبب الأمراض وسوء التغذية، وذلك لأن نقص الأغذية عند الأمهات مسؤول عن حوالي 35 % من حالات الوفيات عند الأطفال بعمر أقل من خمس سنوات، وفي الطوارئ قد يتضاعف معدل الوفيات من2_70 ضعف المعدل الطبيعي بحسب التقرير الذي نشره الهلال الأحمر القطري, كما و تعد الألف يوم الأولى من الحمل مع أول سنتين تعتبر هذه الفترة الحرجة في ذلك.
الهدف العام من برنامج تغذية الأطفال الرضع وصغار الأطفال هو إنقاص معدل الوفيات عند الأطفال دون الخمس سنوات؛ من خلال تطبيق توصيات الهلال الأحمر القطري المثلى وهي:
1_ البدء الباكر بالإرضاع من الثدي خلال الساعة الأولى من الولادة.
2_ حماية ودعم التسويق للإرضاع الحصري من الثدي حتى عمر 6 أشهر .
2_الاستمرار بالإرضاع من الثدي حتى عمر سنتين على الأقل .
3_إدخال الأغذية التكميلية المناسبة الآمنة اعتباراً من عمر 6أشهر .
الاستراتيجية العالمية في تغذية الرضع وصغار الأطفال :
تم تطويرها من خلال منظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة حقوق الطفل UNICEF لإعادة تفعيل الوعي العالمي حول التأثير الذي تملكه ممارسات التغذية على الرضع وصغار الأطفال.
وقد وضعت الاستراتيجية قائمة توصيات في التغذية المناسبة لهم.
هذا وقد أوضحت التزام الأطراف المعنية، فقد وضعت الخطوات العملية التي يمكن أن يقوموا بها, مشيرةً لتنفيذ ممارسات التغذية والموصى بها.
كما شدّدت الاستراتيجية على التغذية في الحالات الاستثنائية الصعبة:
1_ حاله الطوارئ
2_ نقص الوزن الولادي
3_ الأطفال المصابين بنقص التغذية.
4_ الأيتام.
كيف تؤثر الأزمات في تغذية الرضع وصغار الأطفال؟
1_النزوح وانعدام الخصوصية.
2_ فقدان مقدمي الخدمات( آباء، أمهات )
3_الخوف والقلق والتوتر.
4_ قلة توفر أساسيات الحياة اليومية (ماء مغلي، وأدوات الطبخ )
5_المخاطر ضعف خدمات الإصحاح.
وفي نفس السياق عرضت الاستراتيجية فوائد الإرضاع من الثدي للطفل لتحسين النمو الوضع التغذوي و يزيد الرابطة بين الطفل والأم كما أنه يقلل نسبة الوفيات والإصابات بالإسهال والأمراض التنفسية.
أما بالنسبة للأمهات فهو يفيد في الإقلال من حصول الحمل خاصةً خلال الأشهر الأولى بعد الولادة, بالإضافة إلى تقليل حدوث الاكتئاب بعد الولادة، سرعة استعادة الأم لعافيتها، فقدان الوزن بعد الولادة، تراجع خطورة الإصابة بسرطانات( المبيض والثدي )، قلة مصاريف الرعاية الصحية وتراجع المصاريف المنزلية.
كيف يتعامل الشمال السوري مع سوء الأوضاع الطبية والاجتماعية:
حذّرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي “اليزابيث بايرز” حسب ما نشرته وكالة (بروكار برس) من أن نحو 8 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي في ظل خطر فايروس كورونا.
وذكرت المتحدثة الاعلامية للبرنامج في تصريح صحفي سابق أن، برنامج الأغذية العالمي, يبذل قصارى جهده للوصول للمحتاجين للغذاء والعلاج في شمال غرب سوريا، وأشارت “بايرز” إلى أنه قرابة المليون شخص نزحوا إلى الشمال السوري منذ أواخر العام الماضي بفعل النزاعات بالإضافة إلى أنهم يعيشون في مخيمات مكتظة.
وعلى صعيد متصل تم إجراء المسح التغذوي خلال شهر تموز الماضي, للأطفال في مستشفى النسائية والأطفال في أطمة, كواحدة من المشافي التي تستقبل يومياً الأطفال في الشمال السوري وخاصةً بسبب سوء التغذية, حيث بلغ عدد الأطفال 932 منهم 80 طفل قد تعرض لسوء التغذية أي بنسبة 12 % حسب ما أفادت به فنية التغذية (منال جنيد) وأضافت “جنيد” من أن عدد الأطفال المهددين بسوء التغذية بلغ عددهم 300 طفل أي بنسبة 30 %.
أما بالنسبة للأمهات فقد ذكرت “جنيد” أن عدد النساء اللواتي زرنَ المشفى خلال شهر تموز الماضي 780 أُم بينهن 31 أُم مصابة بسوء التغذية، ونساء أخريات مهددّات بسوء التغذية بنسبة 10 % بين كل 100 أُم زائرة .
احصائيات محلية تقول أنّه نحو 20%من أطفال محافظة إدلب وريفها مصابون بسوء التغذية بسبب الفقر والحاجة، حيث تفتقد الأمهات الغذاء وأهم مقومات الإرضاع السليم؛ بسبب الاضطرابات الاجتماعية والنزوح وطرق المعيشية السيّئة وبهذه الحال يصاب معظم الأطفال بسوء التغذية والليشمانيا وأمراضٍ متعددة، وأمراض يواجهن خطر انتشارها في المخيمات.
هذا وتعمل فرق الرعاية الصحية على نشر الوعي الصحي في الشمال السوري؛ بغية التقليل من حالات الإصابة بسوء التغذية.
ولكن يبقى الفقر وتردي الأوضاع المعيشية أبرز الأسباب التي تحول دون ذلك في ظل زيادة نسبة البطالة وقلة الدخل, خصوصاً أنّ معظم النازحين إما عاطلين عن العمل أو مصابي الحرب.
إلى حد الموت وصل الحال بأطفال الشمال السوري إلى أن يتقاسموا مع أهلهم ظروفاً بالغة؟ السوء بسبب العيش تحت وطأة الحرب التي لا ترحم، فمنهم من ينتظر قطرة حليب ومنهم من لازال يصارع الموت من أجل البقاء.. فهل من مجيب؟؟
المركز الصحفي السوري