تمكنت القوات التركية اليوم من إسقاط طائرة حربية روسية بسبب اختراقها للمجال الجوي التركي بعد تحذيرها عدة مرات قرب جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
بعد استمرار المعارك أكثر من خمسين يوماً التي وصفت بالأعنف على جبهات المنطقة، لمحاولة النظام سيطرته على جبلي الأكراد و التركمان، فقد ذكر ناشط في المنطقة أسباب فتح النظام جبهة الساحل، و منها رفع معنويات منهارة لدى أنصار النظام بعد توعّد الفصائل الثورية بالاتجاه نحو معارك الساحل، مما استتبع حشوداً كبيراً لقوات النظام دون أن يبدأ الثوار بالمعركة، فضلاً عن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، كونها محاذية للحدود التركية.
و السبب الثاني تخوّف الأسد من إنشاء منطقة آمنة لحماية المدنيين من قصف قوات النظام بدعم الطيران الروسي على المنطقة، بالتزامن مع تصريح وزير الخارجية الأميركي ” جون كيري ” قبل أيام قليلة عن إمكانية بلاده بالمشاركة في إنشاء مناطق آمنة مع تركيا.
بينما السبب الأخير هو استغلال النظام للتدخل الروسي في سوريا، لتقوية عناصره على الأرض، و قيامهم بمحاولة شرسة لاسترداد المناطق المحررة من جبل التركمان.
إلا أن جبل الأكراد حرّر بالكامل في منتصف عام 2012 بعد تحرير حاجز الشغر، و أهم الفصائل الثورية المعارضة التي شاركت و لاتزال تخوض معارك الساحل إلى الآن هي: الفرقة الساحلية الأولى، أحرار الشام، جبهة النصرة، و بعض الكتائب الصغيرة، في الجهة المقابلة يعتمد الأسد على الجيش و درع الساحل و الدفاع الوطني، بالإضافة إلى عدد كبير من الميليشيات الإيرانية و العراقية و اللبنانية، حيث يقدر العدد الإجمالي التقريبي للميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام أكثر من مئة ألف بحسب ما نقلت مصادر خاصة في المعارضة.
إلا أن النظام يسيطر على 11 قمة من أصل 12، هي الأعلى على خطوط التماس، بالمقابل تسيطر الفصائل الثورية على برج القصب فقط، علماً أنه البرج الأهم في المنطقة، فالبرج المحرر من عام 2012 يشرف على أوتوستراد اللاذقية و حلب، و يطل على مساحات و قرى واسعة في جبل الأكراد و التركمان، و يعتبر هذا الجبل من أعلى جبال اللاذقية، و لا تكاد تمرّ ساعة من الليل أو النهار دون محاولة اقتحام من قبل قوات النظام، استطاعوا التقدم بالأمتار، محاولين الوصول إلى قمة برج القصب، و بالتالي إحكام السيطرة النارية على المنطقة.
ترافق مع ذلك شن غارات جوية كثيفة من الطيران الروسي على منطقة الاشتباك، بالإضافة إلى إلقاء براميل متفجرة من الطيران المروحي على القرى المحررة في جبل التركمان، حيث قدّر عدد الغارات بحوالي 50 إلى 70 غارة، بالإضافة إلى استخدام الطيران الروسي قنابل عنقودية عدة مرات، حيث شهدت قرى جبل التركمان نزوحاً جماعياً، منهم إلى المناطق المحررة من ريف إدلب، و آخرين إلى القرى الواقعة على الحدود التركية.
في الوقت الذي خرج متظاهرون منددون بهجوم قوات الأسد المدعّم بالطيران الروسي على جبل التركمان، فقاموا بوضع إكليل أسود من الزهور أمام السفارة الروسية في العاصمة التركية أنقرة.
ظلال سالم ـ المركز الصحفي السوري