الوصول إلى حل للأزمة السورية بات أمرا صعب المنال والتحقيق، موضحا أن أربع سنوات من الحرب الطاحنة لم تهزم أيا من الطرفين، فلا غالبية الشعب السوري المعارض للنظام والمتضرر منه قبل أن يتراجع عن إسقاطه واستعادة حريته، ولا رأس “النظام السوري” استسلم وقبل أن يتنحى عن السلطة لصالح حكومة انتقالية تُنقذ ما تبقى من البلد، ولفت الكاتب إلى أن المعارضة السورية قد أحدثت تغييرات في الواقع العسكري الموضعي، وبين أنه وخلال أسبوعين استطاع ثوار الجنوب طرد قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران من بصرى بدرعا والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، واستطاع نظراؤهم في الشمال السيطرة على مدينة إدلب، منوها إلى أن هذا التقدّم الميداني أحيا لدى الكثيرين الإيمان بإمكانية تحقيق المعارضة المسلحة نصرا عسكريا، وعاد الكثيرون ليتحدثوا عن عقدة الخوف من عسف النظام وقوة إيران، وبعد أن أشار إلى أن السوريين وسط هذا التقهقر لقوى النظام وتمدد المعارضة المسلحة، عادوا للحديث عن الحل العسكري مقابل التهميش السياسي، وبات هناك من يؤكد أن السوريين قادرون على تحقيق الانتقال السياسي بالسلاح، أكد الكاتب أنه لم يبق أمام السوريين، مع عدم وجود درجة كافية من القناعة والحماس لدى المجتمع الدولي للقيام بخطوات حاسمة ومُلزمة لحل الأزمة السورية بإشراف دولي صارم، إلا انتظار أن يقتنع المجتمع الدولي للقيام بهذه الخطوات، أو أن ينسفوا فكرة لا حل عسكريا للأزمة السورية ويُثبتوا العكس.
باسل العودات – صحيفة العرب