” متى سنعيش في بيت يا أمي ونغلق بابه دون أن يزعجنا أحد، أريد سقفا دافئا ينسينا برد الخيام و يحمينا من ظلم البشر “.
كلمات ينطق بها يوميا آلاف الأطفال السوريين بعد أن أضنتهم الحرب و أنهكتهم حياة الخيام و التشرد و النزوح مع عائلاتهم من مكان لآخر .
احتضنت سوريا عندما كانت بلدا آمنا ملايين اللاجئين و فتحت أبوابها و بيوتها و مدارسها لاستقبالهم ، فقد بلغ عدد اللاجئين العراقيين مليوني لاجئ و مليون لاجئ فلسطيني بالإضافة لنصف مليون لاجئ لبناني، و لم يشعروا أنهم لاجئون بل على العكس كانوا من نسيج المجتمع السوري و انخرطوا به و كان لهم الأفضلية ليمارسوا جميع حقوقهم .
استقبلت بعض من دول الجوار اللاجئين السوريين رغما عنها بينما رفض البعض الآخر استقبالهم و إيواءهم، فكانت الخيام على الحدود و في المناطق النائية غير الصالحة للسكن مأوى لا يليق بكرامتهم . ”
على السوريين عدم مغادرة البيت بعد الساعة العاشرة ليلا لأسباب أمنية” قانون صدر من أحد الجهات في لبنان و أثار ضجة كبيرة، حيث بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان أكثر من مليون لاجئ بين المخيمات و المدن اللبنانية، لم يكن هذا القانون وحده الذي يقيد حرية السوريين بل تلاه عدة قوانين تزيد من معاناتهم و تشعرهم بذل اللجوء.
أم عمر لاجئة سورية في أحد مخيمات الأردن تقول:” كان زوجي يقول لي سنمكث هنا لفترة قصيرة ريثما يتحسن الوضع في سوريا و نعود إليها، لكن للأسف مضى على ذلك أكثر من ثلاث سنوات و لا بوادر أمل في القريب العاجل”.
و تضيف أم عمر:” لا أجد تعبيرا أصف به تخاذل الدول العربية مع قضية اللاجئين، فالحرب تشتعل عاما بعد عام و لا استقرار في حياتنا، هل يعقل أن نمضي حياتنا بين الخيام؟؟!!”.
و تبرر الدول التي تحتضن اللاجئين السوريين موقفها بإيوائهم في المخيمات كالأردن و لبنان و العراق بضعف إمكانياتها و عدم قدرتها على تحمل نفقاتهم نظرا لارتفاع عددهم، بينما ضبطت آلاف حالات للسرقة قامت بها جهات مسؤولة عن توزيع الإغاثات و الدعم للاجئين.
أبو حسان لاجئ في أحد مخيمات عرسال في لبنان:” يشتكي القائمون على إدارة المخيم دوما من عدم وجود دعم كاف بينما الحقيقة أنهم يسرقون باسم السوريين من خلال دعم المنظمات”.
في وقت أغلقت معظم الدول العربية أبوابها في وجه السوريين كالسعودية و دول الخليج العربي و غيرها، فتحت أوروبا باب اللجوء وقدمت تسهيلات كثيرة لهم فضلا عن الرعاية الصحية و المعاملة الحسنة التي ردت لهم جزءا من اعتباراتهم و إنسانيتهم بعد أن فقدوها في دول الجوار، فإلى متى سيبقى الضمير العربي بحالة ثبات متناسيا آلام السوريين و أوجاعهم.
سماح خالد
المركز الصحفي السوري