كعادتهم يميل الأمريكيون والإسرائيليون إلى التضخيم من قدرات الآخرين، ففي الوقت الذي استطاع عملاء الموساد والمخابرات الأمريكية الوصول إلى مستويات رفيعة في قيادة ميليشيا حزب الله، كان المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يصرون على إبداء إعجابهم ببنية الميليشيا الأمنية، والعجز عن اختراقها.
وتظهر كمية النفاق في هذا الادعاء، حين نعرف أن أحد عملاء الموساد كان مسؤولاً عن أمن حسن نصر الله شخصياً لمدة 4 سنوات على الأقل مما يدل على مدى اهتمام إسرائيل بحماية نصر الله.
نصر الله بحماية اسرائيل
في عام 2014 أعلنت ميليشيا “حزب الله” عن القبض على عميل للموساد في صفوفه ليتبين لاحقاً أن العميل المقصود “محمد شوربا”، وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام اللبنانية، عن مصادر بالحزب وقتها، أن شوربا كان يتولى “مسؤولية التنسيق في وحدة العمليات الخارجية المرتبطة بالامن العسكري للمقاومة، والتي تعرف بـ”الوحدة 910” المسؤولة عن “العمليات الامنية” التي ينفذها حزب الله خارج الاراضي اللبنانية”.
نصر الله بحماية اسرائيل
في عام 2014 أعلنت ميليشيا “حزب الله” عن القبض على عميل للموساد في صفوفه ليتبين لاحقاً أن العميل المقصود “محمد شوربا”، وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام اللبنانية، عن مصادر بالحزب وقتها، أن شوربا كان يتولى “مسؤولية التنسيق في وحدة العمليات الخارجية المرتبطة بالامن العسكري للمقاومة، والتي تعرف بـ”الوحدة 910” المسؤولة عن “العمليات الامنية” التي ينفذها حزب الله خارج الاراضي اللبنانية”.
ولكن صحيفة الرأي يالكويتية عادت لتكشف أن شوربا كان ضمن الفريق الأمني المسؤول عن سلامة زعيم الميليشيا “حسن نصر الله” أي أن حياة نصر الله كانت بيد الموساد منذ 2007، تاريخ تجنيد شوربا بحسب حزب الله، وهذا يشير إلى حرص اسرائيلي على حياة نصر الله.
مرتاحون لملف نصر الله الطبي!
لم يكن شوربا هو أول مسؤول أمني رفيع المستوى ضمن جهاز الحزب الذي يتم تجنيده لحساب الموساد حيث سبقه المسؤول الأمني الكبير محمد سليم الملقب بـ “أبو عبد سليم” رئيس وحدة البنية التحتية في الحزب الذي فرّ الى اسرائيل في أيلول 2009 وكان الساعد الأيمن لـ”عماد مغنية”، بحسب موقع جنوبية، وكذلك مسؤول “وحدة التدريب” في الحزب الذي أُلقي القبض عليه منتصف عام 2011 لتعامله مع الـ “سي آي اي” حسب اعتراف حسن نصرالله شخصيا واسمه محمد الحاج.
مرتاحون لملف نصر الله الطبي!
لم يكن شوربا هو أول مسؤول أمني رفيع المستوى ضمن جهاز الحزب الذي يتم تجنيده لحساب الموساد حيث سبقه المسؤول الأمني الكبير محمد سليم الملقب بـ “أبو عبد سليم” رئيس وحدة البنية التحتية في الحزب الذي فرّ الى اسرائيل في أيلول 2009 وكان الساعد الأيمن لـ”عماد مغنية”، بحسب موقع جنوبية، وكذلك مسؤول “وحدة التدريب” في الحزب الذي أُلقي القبض عليه منتصف عام 2011 لتعامله مع الـ “سي آي اي” حسب اعتراف حسن نصرالله شخصيا واسمه محمد الحاج.
كما أعلنت الميليشيا عن الكشف عن عميل من نوع آخر في العام السابق 2015 حيث كان يعمل في جهاز أمن مستشفى “الرسول الأعظم” التابع لما يسمى “مؤسسة الشهيد” وهي بدورها احدى مؤسسات ميليشيا “حزب الله” الصحية وهذا يعني حصول اسرائيل على الملفات الصحية لقيادات الميليشيا ومن بينهم نصر الله.
بالإضافة لعدة عملاء تم الإعلان عن القبض عليهم أو فرارهم في السنوات الأخيرة، ويشير الباحث الأمريكي “ماثيو ليفيت” إلى أن سلسلة الإخفاقات التي منيت بها عمليات “حزب الله” في السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن قدرات الحزب العملياتية السرية قد اضمحلت.
ومنيت ميليشيا “حزب الله” بسلسلة من الاخفاقات الأمنية سواء داخل لبنان أو خارجه، وشهدت بيئة الميليشيا هزات كبيرة في الثقة باجراءاتها الأمنية ليس بسبب عدد الاختراقات التي تم التصريح عنها بل بسبب وصول هذه الاختراقات لمستويات قيادية رفيعة.
الانهيار الكبير
ويقول المراقبون في تفسير الانهيار الكبير في بنية ميليشيا حزب الله الأمنية أن مرد ذلك إلى افتقاد خطاب الميليشيا للجاذبية المعتادة، حيث فشلت في إقناع مجتمعها بحربها على السوريين وشهدت السنوات الماضية انشقاقات لبعض المثقفين ورجال الدين عن الحزب، وبادرو، في خطوة كانت نادرة، إلى انتقاده بشكل علني بالرغم مما يعني ذلك من غضب إيراني وبالتالي تهديد حياتهم بشكل مباشر وجدي.
وبني جهاز الحزب الأمني بدقة وبإشراف مباشر من قبل إيران واثبت هذا الجهاز جدارته إلى أن بدأت كفاءته تنهار بدءاً من عام 2000 ويمكن فهم ذلك في فقدان الميليشيا لجاذبيتها لا سيما مع الغزو الأمريكي للعراق وموقف إيران المساند لأمريكا مما تسبب بصدمة للبيئة الاجتماعية للحزب.
وتنقل “جنوبية” في مقال لها عن أحد عناصر الميليشيا، السابقين، قوله بأن للفساد دوراً كبيراً في حالات الانشقاق عن الحزب، هذا الفساد “الذي بدأ مع احتكار فئة للسلطات والمصالح والمال داخل الحزب وتهميش آخرين، وهذا خلق نقمة لدى كثيرين. فخرج من خرج من هؤلاء من جسم حزب الله وانضم قسم منهم الى تيارات سياسية ليبرالية مستقلة، وأصبحنا نشاهد صحافيين ومشايخ وناشطين في صفوف المجتمع المدني كانوا يوما ما من أشدّ العقائديين المتطرفين داخل حزب الله.”
أما بالنسبة للعمالة للعدو، ودائما بحسب “الحزبي السابق”، فظهرت مع بعض الأمنيين والعسكريين ممن شعروا بغضب ونقمة على قيادة الحزب، بعد اكتشافهم لاساليب التعبئة والتضليل الديني الذي لم يعد ينطلي عليهم بسبب تقادم تجربتهم .
ضمن التفاهم!
وكان الاختراق الأكبر للميليشيا كان في عملية اغتيال “عماد مغنية” ف يدمشق 2008 حيث فوجئت بها الميليشيا ولم تستطع تحديد الجهة التي قامت بالعملية ومن قدم لها المعلومات في ظل تخبط الأجهزة الأمنية للنظام السوري وتبادل الاتهامات فيما بينها، ومع ارسال الميليشيا مرتزقتها إلى سوريا للمشاركة في الحرب الإيرانية على السوريين شهدت العمليات الأمنية الإسرائيلية تصاعداً كبيراً، لكن الملاحظ أنها استمرت بظل التفاهم مع إيران بحيث لم تؤدي إلى توجيه ضربة قاضية للميليشيا، وبنفس الوقت منعتها من استغلال الفوضى لتهريب أسلحة إلى لبنان.
تمكنت إسرائيل من اصطياد عدة قوافل أسلحة للميليشيا، ولكن الاختراقات الأكثر دوياً كانت في تمكنها من تنفيذ سلسة من الضربات الدقيقة، واغتيال قيادات رفيعة المستوى في الميليشيا مثل “جهاد مغنية”، ابنه لعماد مغنية، مع عدد من القيادات الأمنية، بالإضافة لـ”سمير قنطار” الذي تم استهدافه قرب دمشق في بلدة جرمانا.
كما تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاء الاف بي آي في السنوات الأخيرة من احباط العديد من العمليات الخارجية لميليشيا “حزب الله” لا سيما عمليات تجارة المخدرات وتبييض الأموال التي امتهنتها الميليشيا.
اورينت نت – عمر الخطيب
ومنيت ميليشيا “حزب الله” بسلسلة من الاخفاقات الأمنية سواء داخل لبنان أو خارجه، وشهدت بيئة الميليشيا هزات كبيرة في الثقة باجراءاتها الأمنية ليس بسبب عدد الاختراقات التي تم التصريح عنها بل بسبب وصول هذه الاختراقات لمستويات قيادية رفيعة.
الانهيار الكبير
ويقول المراقبون في تفسير الانهيار الكبير في بنية ميليشيا حزب الله الأمنية أن مرد ذلك إلى افتقاد خطاب الميليشيا للجاذبية المعتادة، حيث فشلت في إقناع مجتمعها بحربها على السوريين وشهدت السنوات الماضية انشقاقات لبعض المثقفين ورجال الدين عن الحزب، وبادرو، في خطوة كانت نادرة، إلى انتقاده بشكل علني بالرغم مما يعني ذلك من غضب إيراني وبالتالي تهديد حياتهم بشكل مباشر وجدي.
وبني جهاز الحزب الأمني بدقة وبإشراف مباشر من قبل إيران واثبت هذا الجهاز جدارته إلى أن بدأت كفاءته تنهار بدءاً من عام 2000 ويمكن فهم ذلك في فقدان الميليشيا لجاذبيتها لا سيما مع الغزو الأمريكي للعراق وموقف إيران المساند لأمريكا مما تسبب بصدمة للبيئة الاجتماعية للحزب.
وتنقل “جنوبية” في مقال لها عن أحد عناصر الميليشيا، السابقين، قوله بأن للفساد دوراً كبيراً في حالات الانشقاق عن الحزب، هذا الفساد “الذي بدأ مع احتكار فئة للسلطات والمصالح والمال داخل الحزب وتهميش آخرين، وهذا خلق نقمة لدى كثيرين. فخرج من خرج من هؤلاء من جسم حزب الله وانضم قسم منهم الى تيارات سياسية ليبرالية مستقلة، وأصبحنا نشاهد صحافيين ومشايخ وناشطين في صفوف المجتمع المدني كانوا يوما ما من أشدّ العقائديين المتطرفين داخل حزب الله.”
أما بالنسبة للعمالة للعدو، ودائما بحسب “الحزبي السابق”، فظهرت مع بعض الأمنيين والعسكريين ممن شعروا بغضب ونقمة على قيادة الحزب، بعد اكتشافهم لاساليب التعبئة والتضليل الديني الذي لم يعد ينطلي عليهم بسبب تقادم تجربتهم .
ضمن التفاهم!
وكان الاختراق الأكبر للميليشيا كان في عملية اغتيال “عماد مغنية” ف يدمشق 2008 حيث فوجئت بها الميليشيا ولم تستطع تحديد الجهة التي قامت بالعملية ومن قدم لها المعلومات في ظل تخبط الأجهزة الأمنية للنظام السوري وتبادل الاتهامات فيما بينها، ومع ارسال الميليشيا مرتزقتها إلى سوريا للمشاركة في الحرب الإيرانية على السوريين شهدت العمليات الأمنية الإسرائيلية تصاعداً كبيراً، لكن الملاحظ أنها استمرت بظل التفاهم مع إيران بحيث لم تؤدي إلى توجيه ضربة قاضية للميليشيا، وبنفس الوقت منعتها من استغلال الفوضى لتهريب أسلحة إلى لبنان.
تمكنت إسرائيل من اصطياد عدة قوافل أسلحة للميليشيا، ولكن الاختراقات الأكثر دوياً كانت في تمكنها من تنفيذ سلسة من الضربات الدقيقة، واغتيال قيادات رفيعة المستوى في الميليشيا مثل “جهاد مغنية”، ابنه لعماد مغنية، مع عدد من القيادات الأمنية، بالإضافة لـ”سمير قنطار” الذي تم استهدافه قرب دمشق في بلدة جرمانا.
كما تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاء الاف بي آي في السنوات الأخيرة من احباط العديد من العمليات الخارجية لميليشيا “حزب الله” لا سيما عمليات تجارة المخدرات وتبييض الأموال التي امتهنتها الميليشيا.
اورينت نت – عمر الخطيب