تقول صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” في الأردن، حيث يزداد التوتر بين أكثر من مليون لاجئ سوري والسكان المضيفين لهم، الذين هم أنفسهم يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، يظهر التوتر من خلال الأولاد، ففي مدينة الرمثا الحدودية مع سوريا عندما كتب تلميذ عبارات تهاجم الملك بالطباشير على جدار المدرسة اتهم أحد زملائه اللاجئين السوريين، مجيد.
عندما علمت والدة مجيد بالأمر سارعت إلى المدرسة لتبرئة ساحة ابنها، والتأكد من محاسبة الفاعلين، فهي تعرف أن الإساءة للحضرة الملكية تعني السجن، بحسب الصحيفة.
وتستدرك الصحيفة “لكن مديرة المدرسة ضحكت وقللت من الأمر، وقالت هي عبارات على الجدار”، لكن أم مجيد تعرف كسورية ماذا جلب الكلام على الجدار للسوريين، فالانتفاضة بدأت فقط “بعبارات قليلة على الجدار”.
وتتابع الصحيفة: في كل أنحاء الاردن من الرمثا وغيرها يفرغ الأولاد في ساحات المدارس والساحات العامة إحباطهم على بعضهم البعض، يتقاتلون ويتشاتمون، ويضربون بعضهم البعض ويسرقون.
وتعتقد العائلات السورية في الأردن أن التحرش بأولادها والبلطجة هي أهم مظاهر القلق، وذلك حسب دراسة جديدة، أعدتها منظمة الطفولة العالمية، والتي أعدت الدراسة بناء على “إنترناشونال ميديكال كروبس”.
وتقول أم مجيد التي تعرض ابنها للضرب وسرقت حقيبته المدرسية “ليس ذنب الأطفال عندما يسمعون آباءهم وأمهاتهم وأخوتهم وهم يلعنون السوريين، فمن الطبيعي أن يتصرفوا بناء على ذلك”.
وترى الصحيفة أن الأوضاع الاقتصادية في المدينة، التي كانت تعج بالنشاط التجاري المتبادل، تأثرت بسبب الحرب الأهلية في سوريا وتدفق اللاجئين. ويبلغ عدد المسجلين منهم في قوائم الأمم المتحدة 22.000 نسمة، وهناك عدد آخر ليس مسجلا، حيث يصل عددهم 72.000 نسمة، حسب رئيس البلدية إبراهيم الصقارـ اي متساو مع عدد السكان المحليين.
وتجد الصحيفة أنه بسبب تدفق اللاجئين السوريين وتوقف حركة التجارة وفتح السوريين محالهم الخاصة ومنافستهم في الأعمال، حيث يقبلون بأجور آقل من الأجور التي يرضى بها الأردنيون، ارتفعت نسبة البطالة من 10% إلى ما بين 40-45%. ونتيجة لذلك تراجعت ضريبة الدخل بنسبة 70%.
وتضيف “ساينس مونيتور” أن المدارس تأثرت بتدفق اللاجئين، حيث يبلغ عدد الطلاب في الغرفة الصفية الواحدة 60 تلميذا أحيانا، حيث يقول بعض الآباء الأردنيين أنهم أجبروا على وضع أبنائهم في مدارس خاصة؛ بسبب عدم توفر أماكن في مدارس الحكومة، والتي تعمل على فترتين صباحية ومسائية.
وتبين الصحيفة أنه لا يتوفر في المدينة سوى مستشفى واحد مكتظ بالمرضى، خاصة الجرحى القادمين من سوريا، وينتظر المرضى في غرف الطوارئ لساعات طويلة، كما وتراجعت الخدمات العامة مثل المياه. وهناك نفايات أكثر مما يمكن لشاحنات البلدية جمعه. ويقول صاحب مطعم “صحيح هناك حرب في سوريا، ولكن الدمار موجود هنا”.
وتورد الصحيفة أن مؤسسات الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدخلت للمساعدة في تخفيف الأعباء، وقدمت دعما بقيمة 1.7 مليون دولار أميركي، ووعدت بتقديم حاويات نفاية وشاحنات لجمعها في نهاية العام الحالي.
وتذكر “ساينس مونيتور” أنه في الوقت نفسه يحاول رئيس البلدية تخفيف المصاعب والطلب من السكان الهدوء في وقت الأزمة “صحيح هناك توتر كبير، ولكننا نحاول الشرح للناس أن هؤلاء هاربون من الموت”.
وتعتقد الصحيفة أن هذا الكلام لا يخفف من المصاعب، حيث زادت أجور الشقق من 80-90 دينارا أردنيا (112-126 دولارا أميركيا) إلى 190 دينارا أردنيا (266 دولارا أميركيا)، وهذا سعر خاص للأردنيين، أما السوريون فيدفعون ما بين 200 -250 دينارا أردنيا.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أنه مثلما يشكو السوريون من معاملة أبنائهم السيئة تشكو عائلات أردنية من معاملة سيئة للأولاد، فأم محمود تقول إن أبناءها يتعرضون للضرب من السوريين. وتقول إن السوريين قالوا لابنتها “هذه بلدنا”. وتضيف أن ابنتها ضُربت من قبل ابنة أم مجيد وتعاركتا. وذهبت العائلتان لصاحب الدار للشكوى له. وحذر صاحب الدار العائلة السورية، لكن أم محمود تقول إنه سيقف مع السوريين؛ لأنهم يدفعون أجرا أعلى.