أعلن الإليزيه عن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لفرنسا واستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون له اليوم الأربعاء 7/5/2025 كأول زيارة للرئيس الشرع إلى أوروبا، بعد الإعلان انتشرت عشرات التعليقات على الخبر للكثيرين ما بين مؤيد للزيارة ومعارض لها, ومن يطالب باستقبال حافل واحتفاء بالزيارة والبعض يدعو لمظاهرات رفضاً للزيارة.
وقد صرحت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون: “سيؤكد مجددا دعم فرنسا لبناء سوريا حرة ومستقرة وذات سيادة تحترم كل مكونات المجتمع السوري”.
مضيفة بأن “هذا اللقاء سيندرج في إطار التزام فرنسا التاريخي تجاه السوريين الذين يتطلعون إلى السلام والديمقراطية” , مؤكدة أن ماكرون سيكرر مطالبه للحكومة السورية وفي مقدمتها استقرار المنطقة وخاصة لبنان وكذلك مكافحة الإرهاب.
يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والألمانية أنالينا بيربوك التقيا الرئيس الشرع يناير الماضي في القصر الرئاسي في دمشق, في خطوة عكست حينها الانفتاح الغربي على الحكم الجديد في سوريا.
سبق إعلان الزيارة دعوة للرئيس السوري لزيارة فرنسا في شهر فبراير لكنها قرنت في نهاية مارس, شريطة تشكيل حكومة سورية تضم كل مكونات المجتمع المدني وضمان الأمن لعودة اللاجئين السوريين.
رصد المركز الصحفي السوري حتى فجر اليوم عشرات التعليقات للسوريين في فرنسا، وبتحليل التعليقات على المجموعة الأكبر للسوريين على الفيس بوك، “مجموعة منتدى السوريين”، وجدنا ما يقارب 67 بالمئة من التعليقات مرحبة ومساندة للسلطة الجديدة بينما 18 بالمئة كانت تدعو للتظاهر ضد الزيارة ورافضة والبقية محايدة بطرحها.
يرى الغالبية ومنهم “حسان حميدوش” ناشط على مواقع التواصل عبر صفحته الشخصية: “إن زيارة الرئيس السوري لفرنسا هي خطوة إيجابية ضمن محاولات لضبط أداء سلطته والقوى المتفرعة عنها, لا تقاس الزيارة بحد ذاتها بمقاييس الربح والخسارة بل بنتائجها وتأثيرها على سلوك السلطة وبالمقابل سلوك فرنسا وغيرها من الدول”.
نشر أحد مدراء مجموعة “منتدى السوريين” وهي مجموعة تضم أكثر من ٨٠ ألف سوري في فرنسا منشور عن إعلان الزيارة، بأنها تعتبر مرحلة مهمة في سبيل استقرار سوريا وعودتها للمجتمع الدولي، ممن بارك الزيارة أنس الحجار قال : “نبارك بكل فخر وكرامة الزيارة الأولى لفخامة الرئيس أحمد الشرع إلى فرنسا، وهي خطوة سيادية تمثل صوت السوريين الأحرار الذين ضحوا وتهجروا وحرروا، ويعبر من خلالها عن تطلعات من لايزالون في الخيام ينتظرون وطنا يستحقونه، فهذه الزيارة ليست بروتوكولا بل انتصارا سياسيا لشعب خاض في النار وبقي واقفا”.
ومنهم من وجد في الزيارة فرصة للسؤال عما يحصل في البلاد حيث يقول وليد اليوسف: “لازم ينسأل عن الدماء اللي هدرت بسببه والعائلات التي تشردت”.
ولايزال الخلاف في أوجه بالتعليقات، وبين دعوات مختلفة للتظاهر وإعلان الغضب والموقف المعارض والرافض للزيارة من معارضي الحكومة السورية، ومن يريد الاستقبال بالورود والنزول للساحات في فرنسا دعما وتأييدا للحكومة السورية الجديدة وقيادتها، وما بين الموقفين من يستبشر أيضا بقمة ثلاثية تدعم الموقف السوري قد تجمع، إضافة للرئيسين السوري والفرنسي المستشار الألماني أيضا,,
يظل الملف السوري حاضرا بقوة وانتظار ومراقبة دولية للوضع وما سيؤول إليه، وسيتم أيضا من خلال الزيارة التركيز على إعادة الإعمار والطاقة، وقطاع الطيران، مع بحث تخفيف العقوبات الاقتصادية على سوريا وقد كان الاتحاد الأوروبي قد قرر تعليق سلسلة من العقوبات المفروضة على سوريا في فبراير الماضي، بعد ما يقارب 14 عاما من الثورة السورية، وشمل القرار رفع العقوبات عن خمسة كيانات مالية رئيسية، كما تم السماح بإتاحة الموارد الاقتصادية لمصرف سوريا المركزي، مما ساعد في تسهيل العمليات المالية الضرورية، وعلقت بعض القيود على قطاعات النفط والغاز والكهرباء، والنقل، فهل تكون هذه الزيارة خطوة متقدمة وقرارات حاسمة من شأنها قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.