منذ الأيام الأولى في الثورة السورية، اتبع النظام عدة سياسات بهدف إخماد الاحتجاجات، وكان من أهم تلك السياسات، الاعتقال التي بدأها حين اعتقل أطفال درعا، ومع تطور الأحداث تدريجياً كان لهذه السياسة الدور الفعال فقد عصفت بمختلف طبقات الشعب السوري.
“سالم” أحد المدنيين من ريف حماه الشمالي، يبلغ من العمر 29 عام، يروي قصته المؤلمة، فيقول: “اعتقلني النظام عبر حواجزه المنتشرة في مدينتي حلفايا، في الشهر الأول من عام 2014، تم اقتيادي المخفر في المدينة، ثم إلى فرع الأمن العسكري في مدينة حماه، وبعدها إلى سجن “صيدنايا”، لقد كان في هذه الرحلة آلام ومعاناة لا توصف، ولكن ما عانيته في صيدنايا، نسيت كل تلك الألآم السابقة، فقد تم ممارسة أشد وأقسى أنواع التعذيب، لا يمكن لأحد أن يعرفها إلا من ذاقها”.
سجن صيدنايا يقع في قرية صيدنايا الجبلية الواقعة شمالي العاصمة السورية دمشق بالقرب من مدينة التل ويقع تحت الجبل الكبير ويتسع لأكثر من 15 ألف سجين.
ويُعد سجن صيدنايا من أكبر وأحدث السجون السورية حيث أنهت الحكومة بناءه عام 1987 م. ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق ويضم كل جناح في كل طابق عشرين زنزانة جماعية، ويحوي الطابق الأول على 100 زنزانة انفرادية.
ولكثرة المعتقلين الذين احتجزهم نظام الأسد، دفعه إلى تحويل العديد من المدارس والمعاهد إلى زنزانات لاستيعاب الأعداد المتزايدة داخل السجون، فقد حول النظام معهد آفاق القريب من حاجز حميدة الطاهر أحد أكبر الحواجز المتواجدة في مدينة درعا إلى سجن سري، يستقدم إليه المعتقلين المعارضين لحكم الأسد، ويقسم السجن إلى طابقين الأول للرجال والآخر للنساء الحرائر.
وأفادت صحيفة عربي21 نقلاً عن إحدى المعتقلات داخل السجن قولها:” إنه تم اعتقالي من قبل قوات الأمن دون أي تهمة، وأضافت أنها اقتيدت إلى زنزانة مظلمة منفردة واغتصبت ومورس عليها التعذيب، دون خضوعها لأي تحقيق.
وأضافت الحوراني ذات الـ52 عاما:” كان هناك أنواع كثيرة من التعذيب داخل المعتقل منها الشبح، الذي تخضع له المعتقلات لمدة طويلة من الوقت تصل إلى 10 ساعات”.
وتابعت، أن من وسائل التعذيب داخل المعتقل “الضرب بالأكبال الحادة حتى فقدان الوعي، والربط بالسرير الحديدي لمحاولة الاغتصاب، والتعرية الجماعية للمعتقلات، وحرمانهن من الطعام والشراب لعدة أيام، وإجبارهن على الشرب من مياه الحمام، والتعذيب النفسي، وإيهام المعتقلات بالإعدام القريب”.
ويشرف على هذا السجن عناصر من الطائفة العلوية وعناصر تابعين لحزب الله اللبناني، وقد تم اعتقال النساء في درعا للضغط على عناصر الجيش الحر في ريف درعا، وإجبارهم على تسليم جثث قتلى حزب الله اللبناني الذين قضوا في المعارك التي تدور في ريف درعا، ويقع هذا المعتقل في حي السحاري، ويخضع إلى إدارة الحاجز المتواجد داخله، وهذا المعتقل غير مسجل لدى أجهزة أمن النظام، ما يحول مصير المتواجدين داخله إلى مصير مجهول.
وحسب ما أوردت عربي 21″ فإن النظام السوري قتل أكثر من 11600 معتقل ومعتقلة تحت التعذيب في سجونه السرية، منذ بدء الثورة في شهر آذار/ مارس عام 2011 وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2015، وفقا لإحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
ويناشد المعتقلين منظمة حقوق الإنسان إلى التدخل لإنقاذ الحرائر من المصير المجهول الذي يواجههن.
وتستخدم قوات النظام أفظع أنواع التعذيب والقتل للمعتقلين في السجون التي أعدت للمجرمين والتي تمتلئ اليوم بالأحرار، وستبقى قضية الأحرار داخل سجون النظام وصمة عار على جباه منظمة حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي.
المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل