أثارت أكبر تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية إدانات دولية، وغضب زعماء العالم، وأبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قلقا بالغا.
من جهته، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، على التجربة النووية الكورية السادسة، بأن سياسة “التهدئة” حيال بيونغ يانغ “لن تكون مجدية”، وذلك بعد الإعلان عن تجرية نووية جديدة أجرتها كوريا.
وكتب ترامب في تغريدة: “كوريا الشمالية أجرت اختبارا نوويا كبيرا. تصريحاتهم وأفعالهم لا تزال عدائية وخطيرة جدا للولايات المتحدة”.
وانطوت ثلاث تغريدات متتالية لترامب على أول ردّ فعل أمريكي على إعلان بيونع يانغ إجراء تجربة نووية سادسة، اختبرت فيها “بنجاح” قنبلة هيدروجينية.
ويؤيد الرئيس الأمريكي اعتماد سياسية متشددة جدا تجاه كوريا الشمالية.
وقال: “كوريا الجنوبية تدرك، كما قلت لهم، أن سياسة التهدئة مع كوريا الشمالية لن تجدي نفعا. إنهم لا يفهمون سوى شيء واحد”.
وخلص ترامب إلى القول إن الصين لم تحقق نتائج كبيرة في جهودها لإقناع بيونغ يانغ بوقف برنامجها النووي والبالستي.
وقال: “كوريا الشمالية دولة مارقة، أصبحت تشكل تهديدا كبيرا، ومصدر إرباك للصين التي تحاول أن تساعد، لكنها لا تحقق الكثير من النجاح”.
وأعلنت كوريا الشمالية الأحد نجاح تجربتها النووية السادسة والأقوى، وقالت إنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية، مثيرة عاصفة من ردود الفعل الدولية بما في ذلك من الصين، حليفتها الأبرز.
ألمانيا وفرنسا تؤيدان تشديد العقوبات
وأعلنت الحكومة الألمانية الأحد، أن المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤيدان “تشديد” العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كوريا الشمالية، بعد اختبارها قنبلة هيدروجينية.
وأفاد بيان أن ميركل وماكرون اعتبرا خلال محادثة هاتفية أن “الاستفزاز الأخير للزعيم في بيونغ يانغ بلغ بعدا جديدا”.
وأضاف البيان أنه نظرا لهذا “التصعيد” من جانب كوريا الشمالية التي “تدوس على القانون الدولي (…) ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتحرّك بموازاة مجلس الأمن والأمم المتحدة”.
وتؤيد المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي “تشديد العقوبات الأوروبية على كوريا الشمالية”، وفق المصدر.
وهذه العقوبات الأوروبية مفروضة منذ عام 2006 لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى وقف التجارب النووية الكورية الشمالية، وإلى احترام قرارات مجلس الأمن.
وتشمل هذه العقوبات تجميد أصول وتقييد تحرّكات شخصيات مقربة من النظام الحاكم في بيونغ يانغ.
روسيا تدعو للهدوء
وأدانت روسيا الأحد أيضا التجربة النووية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية، داعية في الوقت ذاته إلى الهدوء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “هذا التعبير الأخير من بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة”.
وأضافت أنه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”.
إدانة الصين حليفة بيونغ يانغ
وأدانت الصين أيضا التجربة النووية الكورية، وهي التي تعد حليفا لكوريا الشمالية، ووسيطا لتخفيف توتر الأزمة الدولية معها.
وأعلنت وزارة البيئة الصينية أن بكين أطلقت الأحد خطة عاجلة للسيطرة على مستوى الإشعاعات على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد التجربة النووية الجديدة التي أجرتها بيونغ يانغ.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن السلطات بدأت بعيد التجربة النووية، “خطة عاجلة” تهدف إلى اتخاذ “إجراءات مراقبة عاجلة لهذه الإشعاعات” في المناطق الحدودية بشمال شرق البلاد.
اليابان غاضبة
وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الأحد، بأن التجربة النووية “غير مقبولة إطلاقا”.
وقال آبي بعد رصد زلزال ناتج عن التجربة: “علينا الاحتجاج بقوة”.
وتابع رئيس الوزراء الياباني بأن “معرفة ما إذا كنا نستطيع وقف المغامرات الخطيرة لكوريا الشمالية التي تهدد السلم العالمي مرهون بتعاون الأسرة الدولية وتضامنها”.
وكالة الطاقة الذرية
ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التجربة النووية السادسة التي تجريها كوريا الشمالية منذ 2006 بأنها “عمل مؤسف للغاية”، و”يتجاهل تماما المطالب المتكررة من المجتمع الدولي”.
وقالت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي لن تدخل حيز التنفيذ حتى تصدق عليها الصين ومصر وكوريا الشمالية والهند وإيران وإسرائيل وباكستان والولايات المتحدة، إن الوضع يجب أن يتغير.
وقال لاسينا زيربو الأمين العام للمنظمة: “آمل حقيقة أن يكون ذلك بمثابة جرس الإنذار الأخير للمجتمع الدولي ليحظر كل التجارب النووية ببدء العمل بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.
عربي 21