رغم محاصرة الموت والدمار للشباب السوري منذ سنوات، تتكشف للعالم مدى صلابة وقوة الحلم في الابداعات السورية، فريق يسعى ليشق طريقه في غوطة دمشق في أمل لتخطي الحصار والقصف والدماء، بأحلام فنانين شبان يجدون أن حلمهم لابد أن يبصر النور وسط كل عتم في طريقهم، يعمل (غيمة نجاة) على توليفة لصناعة أفلام قصيرة كرتونية تحاكي الألم السوري، وتسرد قصص لفرح وحزن وكان لنا هذا الحوار القصير مع مخرج الفريق (هشام مروان) وكاتبة السلسة (شريفة هارون).
- منذ متى بدأتم بهذا المشروع وكيف استطعتم إنجاح فريق يضم رسامين وكتاب شباب لعمل الأفلام الخاصة بكم ؟
نعم نحن نعمل كنشطاء مدنيين في تقديم خدمات التوعية خاصة هناك جزء كبيرا منا ما زال في مدينة دوما المحاصرة وقد بدأنا من خلال أنشطة عديدة، وكانت الفكرة أن يعرف العالم عن ألمنا كسوريين خاصة في ظل الحصار، وكانت الكاتبة شريفة هارون هي التي ابتكرت فكرة هذه الأعمال في ابتكار عدة خواطر وعدة أفكار وقصص صغيرة، وتم طرح مشروع إيصال القصص بشكل مصور لتكون أشد تأثيرا ووقعا وفهما، و حاولنا بصنع بروفات لعدد من الأفلام واستطعنا بحمد من الله برفقة الرسامة ( ذكاء ) و( لينا ) ومحاولتنا بالرسومات تطبيق الرسم مع القصة لتناسب العمل ونستطيع البدء على ( الكيماوي ) و( غيمة نجاة ) نحاول أن تكون قريبة جدا من الحكاية السورية، والمعاناة التي يعيشها أهلنا كل يوم ونحاول أن نوصل صوتنا عبر الأعمال التي نقدمها للعالم وهناك أعمال مقبلة مترجمة نتوقع أن تحدث تغييرا بشكل إيجابي.
– كيف تقومون بتطوير الفريق وسط زحمة المشاريع المماثلة والمكررة أحيانا وما هي الخطوات لإتمام ذلك ضمن العاملين في الفريق، وهل الفريق أكاديمي لحد ما ؟
نحن لسنا أكاديميين بشكل تام ولكن مجال عملي منذ خمس سنوات هي في هذا المجال والمونتاج والتصوير طورني بشكل جيد جدا والحمد لله، رغم أني معهد تقاني للحاسوب، وحاليا سأدخل في احتراف الإخراج والدراسة بهذا المجال، أما عن الكتبة فهي خريجة جغرافية وعملها كمعلمة زاد خبرتها في التواصل و الكتابة، نحن نحاول كفريق توحيد رؤية جيدة ومعبرة تفيد في نقل ما يجري خاصة في ( مجزرة الكيماوي )، أما بالنسبة لعملنا وتطوير الذات، فنحن لا نحاول إلغاء أحد فبالنهاية كل عمل له متابعيه والعمل الجيد هو من يشق لك مكانة، نحاول مواكبة الآليات الحديثة والتدريب المستمر والسعي لتثبيت مكاننا بجدارة لقد قطعنا شوطا كبيرا ونحن نسعى للأفضل بشكل حثيث، يتم ذلك عبر التواصل والتسويق والنشر وهذا هو الجزء الأصعب لأنه يتطلب مجهودا ودعما كبيرا للفريق .
– ماذا عن تمويل الفريق وهل هناك منظمات سبق وأن قدمت لمشاريعكم مساعدة من أي نوع لتطوير الفريق والمساهمة في النشر بشكل أكبر ؟
ليس هناك دعم من أي جهة أو منظمة، ونحن لم نطلب من أي جهة المساعدة فنحن نعمل كشباب تطوعيين، ولم يكن هدفنا يوما في نيل منح و طلب للتمويل من أحد ما زلنا نطور أنفسنا وعملنا هو شغف وحب لما نقدم، والاستمرارية مرتبط فقط بإيماننا بهذا المشروع والجهد المبذول والعمل الجدير سيترك أثرا كبيرا في نفس المتلقي .
– هل هناك أي مشاريع مثل عروض المسرحية، أم أن الإمكانيات لا تسمح بهكذا عروض في الوقت الحالي ؟
كما نوهنا فالفريق تطوعي ولا يستطيع القيام بمشاريع تحتاج لتمويلات كبيرة لحد ما حاليا نعمل على إنجاح الأفلام وتحسين الصوت الصورة و ربما يمكننا ذلك في وقت لاحق إن سمحت لنا الظروف بهذا، مع وضع المدينة و قلة الاهتمام أحيانا من الفاعلين بتمويل مثل هذه العروض.
-هل يمكن أن يتم انضمام آخرين للفريق، مثل كتاب ورسامين أو مصممين ؟
بالتأكيد نحن نرحب بكل من لديه الإمكانيات لتقديم العمل بشكل أجمل، في مجال الصوت مثلا نحن نود أن ينضم للفريق أصواتا مميزة تخدم القصة وتزيد التفاعل معها، أيضا على مستوى الرسم والتصميم كل تفصيل ممكن أن يثري العمل ويخدمه ويقدمه بصورة أقرب للمثالية كما نتمنى كشباب سوري يريد أن يبدع ويري العالم أن ما يحدث يزيدنا إرادة وبحث مستمر عن المستقبل .
– ما هو حلم غيمة نجاة وما هو طلبكم من الفاعلين والذين يستطيعون دعم مثل هذا المشاريع ؟
طبها الحلم هو وضع بصمة قوية في عالم الأفلام التي تعكس الألم السوري المعاش وأن نستطيع رسم بسمة رضا على وجوه من حولنا خاصة في مناطقنا المحاصرة.
بالطبع نحن نأمل من الفاعلين مساعدتنا بالتوسع عبر نشر أعمالنا كفريق طوعي وليس ربحي، لأن هناك تجاهل كبير من الوسط الإعلامي بأعمال الشباب السوري والتركيز على الجانب السيء والمظلم في كثير من الأحيان، نحن نأمل أن يكون الإعلام فاعلا بشكل إيجابي ليس فقط بالنسبة لفريقنا، ولكن لكن شاب أو فتاة سورية لديها شيء تقدمه لسوريا بعيدا عن الدماء ودوامة العنف، بالنهاية نحن كلنا نعمل لرفع اسم سوريا، رغم أن الكثير يحاول العكس وكسوريين علينا بذل الكثير معا من أجل هذا.
المركز الصحفي السوري – زهر محمد