أعلن وزير الجيش الروسي، سيرغي شويغو، أن بلاده ستقصف قوات المعارضة السورية التي ترى أنها لا تلتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية الساري منذ نحو 3 أشهر في سوريا بشكل هش.
ويعني هذا الإعلان الرسمي العودة الفعلية إلى تكثيف القصف على سوريا بعد إعلان انسحابها الجزئي منتصف مارس/آذار الماضي.
ودعا شويغو واشنطن للعمل المشترك ضد من وصفهم بـ”الإرهابيين” في سوريا، بدءاً من يوم الأربعاء المقبل، 5/25، مؤكداً ما قال إنه “حق موسكو” في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد.
وفي كلمة له، الجمعة، نشرت “روسيا اليوم” مضمونها، قال شويغو: “إننا نقترح على الولايات المتحدة، بصفتها الرئيس المناوب في مجموعة دعم سوريا، الشروع في العمل المشترك بين القوات الفضائية الروسية وسلاح الجو التابع للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن؛ للتخطيط وتوجيه غارات إلى فصائل جبهة النصرة، والتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية”.
كما دعا واشنطن إلى المشاركة بقصف “القوافل التي تحمل أسلحة وذخيرة، والفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية-التركية بصورة غير شرعية”.
ودمرت روسيا آلاف قوافل الإغاثة التي كانت قادمة إلى سوريا بزعم أنها تحمل ذخيرة أو وقود.
وكشف شويغو أن روسيا بدأت بتنسيق الإجراءات المشتركة المقترحة لمحاربة “الإرهابيين” مع الولايات المتحدة.
وتصف روسيا جميع فصائل المعارضة في سوريا بأنهم “إرهابيون”، بما فيها الفصائل التي انضمت للعملية السياسية والمفاوضات مع نظام بشار الأسد.
وذكر الوزير الروسي أنه بلاده تعتقد أن اتخاذ هذه الإجراءات سيسمح بإطلاق عملية التسوية السلمية للنزاع في كامل أراضي سوريا.
وأكد أن نظام الأسد وافق على هذه الإجراءات، وكشف أن الجانب الروسي بدأ، أمس الخميس، بتنسيقها مع الشركاء الأمريكيين العاملين في مركزي عمان وجنيف.
وكانت روسيا أعلنت تدخلها في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر الماضي؛ بناء على طلب من رئيس النظام بشار الأسد، وهو ما استمر خمسة أشهر ونصف، وأسفر عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين، وخلف دماراً واسعاً في البنى التحتية، بما فيها المدارس، والمستشفيات، ومقرات الدفاع المدني، والأبنية السكنية، قبل أن تعلن انسحاباً جزئياً في 15 مارس/آذار 2016.
وبعد الانسحاب لم يختلف الحال كثيراً بالنسبة للمدنيين السوريين، إلا خلال الفترة الأولى من الهدنة التي جرى التوصل إليها بين واشنطن وموسكو، وبدأ سريانها فجر يوم 27 فبراير/شباط 2015.