روسيا تعلق اتفاقية تصدير الحبوب الأوكراني وتوقعات بحرب ضارمة في خيرسون

قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في حديثه عبر الإنترنت في جامعة ييل، يوم أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته المقربة يتخذون خطوات عدوانية نحو تدمير الأمة الروسية، وجاء ذلك تعقيباً على قرار موسكو لتعليق اتفاقية ممر الحبوب الأوكرانية.

-تعليق روسيا الاتفاقية

علقت روسيا مشاركتها في صفقة الحبوب 29 تشرين الأول، بعد ما زعمت أنه هجوم بطائرة مسيرة على كاسحة ألغام وسد في مدينة سيفاستوبول، التي تحتلها روسيا في شبه جزيرة القرم، ضمن قاعدة بحرية روسية.

وفي الأسبوع الماضي ، أعلنت السلطات الروسية أن موسكو تناقش بعض جوانب الاتفاقية ، مدعية أن شحنات الحبوب والأسمدة الروسية لا تُعامل بشكل عادل، على الرغم من أن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات الغربية.

وكتبت الحكومة الروسية إلى الأمم المتحدة قائلة، إنها ستعلق إلى أجل غير مسمى صفقة الحبوب في البحر الأسود، التي سمحت بصادرات حيوية من الإمدادات الغذائية الأوكرانية.

كما طلبت موسكو عقد اجتماع ذي صلة لمجلس الأمن الدولي، في نيويورك يوم الإثنين.

وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة روسيا وأوكرانيا، على تجديد صفقة الحبوب التي شهدت تصدير أكثر من ثمانية ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا، مما أدى إلى انخفاض أسعار الغذاء العالمية، وكان من المقرر أن تنتهي الاتفاقية بين أوكرانيا وروسيا في 19 من الشهر القادم.

وقالت روسيا إن قرارها الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، يأتي بعد هجوم دراماتيكي شنته طائرات مسيرة أوكرانية محمولة جواً وتحت الماء، على قاعدتها البحرية في البحر الأسود، في الساعات الأولى من يوم السبت.

وأظهرت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لانفجارات بالقرب من ميناء القرم وداخله ، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “تسع طائرات بدون طيار وسبع طائرات مسيرة بحرية ذاتية التحكم” بدأت في الساعة 4.20 صباحا الهجوم.

وكانت هناك تكهنات من قبل مصادر روسية وأوكرانية بأن السفينة الرئيسية الأدميرال ماكاروف قد تعرضت للقصف.

-ردود الأفعال والتصريحات

وكان مسؤولو الأمم المتحدة على اتصال بالسلطات الروسية، بشأن إعلان موسكو تعليق الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والذي يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

وحث ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة،

على استمرار الاتفاق، وقال من الضروري أن تمتنع جميع الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض مبادرة الحبوب في البحر الأسود للخطر ،

وهو جهد إنساني بالغ الأهمية له تأثير إيجابي واضح على وصول الغذاء لملايين الأشخاص.

ووصف الرئيس الأوكراني ، فولوديمير زيلينسكي ، الخطوة الروسية بأنها “متوقعة”،

واتهم موسكو بـ حصار السفن التي تحمل الحبوب منذ شهر أيلول،

وقال إن 176 سفينة في البحر حاليا محملة بأكثر من مليوني طن من الطعام.

ودعا زيلينسكي إلى رد صارم على روسيا من الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

وقال، “لماذا يمكن لحفنة من الناس في الكرملين أن يقرروا ما إذا كان الناس في مصر

أو بنغلادش سيحصلون على طعام على موائدهم؟ العالم لديه القوة لحماية الناس من هذا”.

وقال الرئيس الأمريكي ، جو بايدن ، إن تصرفات روسيا شائنة،

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية إن وزارة الدفاع الروسية “تروج لمزاعم كاذبة ذات نطاق ملحمي”.

بينما قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين ،

إن موسكو “تقوم بتسليح الغذاء”،

وذكر إن التعليق مؤسف وحث جميع الأطراف على استمرار عمل هذه المبادرة الأساسية المنقذة للحياة،

وأردف في بيان ليلة السبت: إن أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات الحرجة من الحبوب،

هو في الأساس بيان مفاده أن الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم ، يجب أن يدفعوا المزيد من أجل الغذاء أو يتعرضو للجوع.

وأدرف حيث تقوم روسيا مرة أخرى بتسليح الغذاء في الحرب التي بدأتها ، مما يؤثر بشكل مباشر على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وأسعار الغذاء العالمية ،

ويؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية الشديدة وانعدام الأمن الغذائي.

ودعا وزير الخارجية الليتواني الحلفاء إلى تأمين صادرات الحبوب الأوكرانية بمرافقة عسكرية،

وكتب على تويتر أنه إذا استمر بوتين في تعريض صادرات الحبوب الأوكرانية للخطر ،

“يجب على العالم الحر أن يتحد لحماية الشحن مع المرافقين العسكريين”.

-آخر مستجدات الحرب

قال فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي المتلفز إن إمدادات الكهرباء في أوكرانيا

تتعافى بعد الهجمات الروسية المنسقة على محطات التوليد،

لكن ربما لا تزال هناك حاجة إلى انقطاع التيار الكهربائي الطارئ.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت إن أوكرانيا سلمت 50 أسير حرب بعد محادثات،و نشر حساب القوات المسلحة الأوكرانية على Telegram أن “52 أوكرانيًا عادوا إلى ديارهم” خلال “تبادل أسرى” آخر،

فيما استمر القصف الروسي على المناطق المدنية في أوكرانيا .

ووفقًا لحاكم “دونيتسك أوبلاست” “بافلو كيريلينكو” ،

أصيب 8 أشخاص في الإقليم يوم أمس ، وتم العثور على 5 جثث لمدنيين قتلى في المناطق المحررة مؤخرًا.

وكما أفاد حاكم إقليم “دنيبروبتروفسك” فالنتين ريزنيشنكو” أن القوات الروسية قصفت نيكوبول ،

دنيبروبتروفسك أوبلاست ، باستخدام المدفعية الثقيلة.

وقال ريزنيشنكو إن ما لا يقل عن 10 مبانٍ شاهقة ومساكن خاصة ومباني زراعية وخط أنابيب غاز تضررت نتيجة الهجمات.

من جهة أخرى، سجل الجيش الأوكراني وصول ما يقرب من مائة ممثل للحرس الوطني الروسي من مدينة جروزني،

عاصمة الشيشان ، إلى كالانشاك بولاية خيرسون.

وفي تقرير للجيش الأوكراني دمرت المعدات الروسية على خط المواجهة الجنوبي.

وأفادت قيادة العمليات “الجنوبية” أن الجيش الأوكراني قتل 57 جنديًا روسيًا ودمرت نظام Tunguska المضاد للطائرات ،

ونظام صواريخ Pantsir ، وعدد من مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، وفقا للإنديبيندت اليوم.

وقالت نيويورك تايمز: أوكرانيا تحقق تفوقًا مدفعيًا على خط الخط الجنوبي بفضل الأسلحة الغربية،

وعززت أوكرانيا مدى ودقة ترسانتها العسكرية بصواريخ دقيقة التوجيه وقذائف مدفعية ،

وهي أسلحة تفتقر إلى حد كبير في ترسانة روسيا.

وأردفت أنه حسب معهد دراسات الحرب في واشنطن من المحتمل أن تسرع روسيا الجهود لإخلاء مناطق خيرسون أوبلاست بالقوة.،

وأفاد الخبراء أن المسؤولين الروس أعطوا سكان خيرسون إخطارا بالإخلاء لمدة يومين.

كما يستشهد المعهد بتقارير عن قيام القوات الروسية بنقل المدنيين قسراً من نوفا كاخوفكا،

والجنود الروس الذين ارتدوا ملابس مدنية وانتقلوا إلى مساكن خاصة في مدينة بيريسلاف.

وفي الجانب الآخر ذكرت صحيفة موسكو تايمز نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية،

أنه تم استبدال قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية ألكسندر لابين وهو أكبر قائد عسكري

في أوكرانيا دون ذكر السبب بينما، أشارت تقارير سابقة تعرض لابين لانتقادات بسبب انسحاب القوات الروسية من ليمان.

وقالت القوات المدعومة من روسيا إنها أنهت انسحاب المدنيين من مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا،

بسبب ما يتوقعه الخبراء من حرب قوية سيشهدها الإقليم.

تقرير سياسي/ عادل الأحمد