أعلنت موسكو تعزيز وجودها العسكري المفتوح زمنياً في سورية وإرسال المزيد من طائراتها الحربية في الذكرى السنوية الأولى للتدخل المباشر، متجاهلة تحذيرات واشنطن بتجميد التعاون الديبلوماسي معها. وقدم الطيران الروسي الغطاء الجوي للقوات النظامية السورية في معارك كر وفر داخل مدينة حلب، في وقت تواصلت دعوات المنظمات غير الحكومية لـ «وقف حمام الدم» في حلب حيث تحاصر القوات النظامية الأحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في قصف قافلة المساعدات في ريف حلب الشهر الماضي.
وقال الكرملين أمس إنه لا يوجد إطار زمني للعملية العسكرية في سورية. وأبلغ الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الصحافيين أن «النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين الإسلاميين في سورية على مدى العام الماضي هي عدم وجود تنظيم الدولة أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق». وذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك في الوقت الذي تكثف دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف النار. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري روسي قوله إن «عدداً من المقاتلات من طراز سوخوي – 24 و سوخوي – 34 وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية»، وأضاف: «إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال يومين وثلاثة أيام. وطائرات الهجوم الأرضي سوخوي – 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت مع وحداتها وأطقمها وفي حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة».
وجاء هذا بعد تلويح واشنطن بإعلان وقف التعاون الديبلوماسي مع موسكو بعد انهيار وقف النار. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع واشنطن في شأن التسوية السورية، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وأضافت أن لافروف «شدد على أن موسكو لا تزال منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة في شأن كافة القضايا الرئيسية للتسوية».
وفي الذكرى السنوية الأولى لتدخل روسيا، أصدر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تقريراً قال فيه إن الغارات الروسية قتلت «9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين». وكان لافتاً أن الخارجية البريطانية أصدرت تقريراً عن حصيلة التدخل الروسي خلال عام.
وقال الممثل البريطاني إلى سورية غاريث بايلي: «أصابت روسيا منذ أول غارة جوية لها على سورية مناطق مدنية وتستخدم على نحو متزايد أسلحة غير دقيقة بما في ذلك القنابل العنقودية والحارقة. الواقع اليوم في سورية كابوس. فحلب محاصرة من جديد والضرورات الحيوية مثل المياه والوقود والدواء في طريقها للنفاد لمئات الآلاف. البنية الأساسية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم».
وأفاد «المرصد» عن سيطرة القوات النظامية على منطقة المستشفى الكندي في شمال مدينة حلب الذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013، قبل أن تتحدث أنباء عن استعادة فصائل معارضة له، في وقت دارت معارك عنيفة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت القوات النظامية من تحقيق «تقدم بسيط»، وفق «المرصد» الذي تحدث عن «معارك كر وفر» تزامنت مع قصف على محطة المياه الموجودة في الحي. وقال «المرصد» إن «القوات النظامية في حلب تتبع سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية».
ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس «الحكومة السورية وحلفاءها إلى وضع حد لأعمال القصف التي تغرق المدنيين في حمام من الدم»، محذرة من أن المدينة كلها «تحولت إلى هدف ضخم».
وفي نيويورك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل «لجنة تقصي حقائق» في استهداف قافلة المساعدات الإنسانية التي قصفت في حلب في ١٩ الشهر الجاري. وتُعد هذه الآلية أول إجراء يتخذه في هذا الشأن منذ تعرض شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قصف لم يحدد مصدره رسمياً بعد، أدى إلى مقتل ١٨ عاملاً إنسانياً معظمهم من الهلال الأحمر السوري. وسيتركز عمل اللجنة على جمع الحقائق لكي يحدد الأمين العام «الخطوات اللاحقة» في ضوء المعلومات التي تجمعها.
الحياة – رويترز، أ ف ب