وصل إلى دمشق وفد روسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي “ألكسندر نوفاك” ، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا وسوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة في البلاد، تأتي هذه الزيارة في إطار مساعي موسكو لتثبيت علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة وإعادة ترتيب التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصًا بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتأكيد التزام روسيا بدعم مرحلة إعادة الإعمار في سوريا
تركزت المحادثات بين الوفد الروسي والمسؤولين السوريين على عدد من الملفات الحيوية، أبرزها التعاون الاقتصادي والدفاعي، إضافة إلى مسألة تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل قطاع الطاقة المتضرر جراء سنوات النزاع، وأوضح الجانبان أهمية تعزيز العلاقات في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين، مع التركيز على دعم البنية التحتية والطاقة، وإيجاد حلول عملية تسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا
وفي إطار التعاون الاقتصادي، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن موسكو تتعاون مع قطر في تقديم مساعدات مالية وتقنية تهدف إلى إعادة تأهيل قطاع الطاقة السوري، بما في ذلك المصافي وشبكات التوزيع الكهربائية، وقد أوضح الجانب السوري أن هذه الجهود ستساهم في دعم التشغيل المستدام للمصافي وتحسين قدرة الدولة على توفير المشتقات النفطية والكهرباء للمواطنين، وهو أمر أساسي لتعافي الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى المعيشة
تأتي الزيارة الروسية أيضًا في سياق تعزيز الأبعاد الدبلوماسية والعلاقات السياسية بين البلدين، حيث تؤكد موسكو رغبتها في أن تكون شريكًا موثوقًا لسوريا في مرحلة ما بعد النزاع، وأن تعمل على دعم استقرارها الداخلي والإقليمي وقد أشار المسؤولون السوريون إلى أن مثل هذه الشراكات تفتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات الروسية في قطاعات متعددة، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية والنقل، مما يسهم في دفع عجلة إعادة الإعمار وخلق فرص عمل جديدة للسوريين
كما تهدف هذه الزيارة إلى وضع أساس للتعاون طويل الأمد بين موسكو ودمشق، يشمل تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية في قطاع الطاقة، وتطوير المشاريع الصناعية، والمشاركة في برامج إعادة الإعمار، إضافة إلى دعم استراتيجيات التنمية المستدامة في سوريا، ويُتوقع أن تسهم هذه التحركات في تعزيز الثقة بين الجانبين، وضمان استقرار التعاون السياسي والاقتصادي، بما ينعكس إيجابًا على الوضع الداخلي للسوريين وعلى العلاقات الإقليمية بشكل عام
تمثل زيارة الوفد الروسي برئاسة “ألكسندر نوفاك” خطوة استراتيجية هامة تعكس التزام روسيا بدعم سوريا في مرحلة إعادة الإعمار، وتؤكد على أهمية الشراكة الثنائية في مجالات الطاقة والمساعدات الاقتصادية والإنسانية، مع التركيز على تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، ما يمهد الطريق لمزيد من التعاون المستقبلي بين البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي
I appreciate you sharing this blog post. Thanks Again. Cool.