مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يؤجل محادثات السلام إلى 9 مارس.
لا تلقي تركيا بالا لمساعي إنجاح الهدنة في سوريا خاصة وأن نهاياتها لن تكون لصالحها سياسيا وأمنيا في علاقة بالملف الكردي، ووجهت موسكو لأنقرة اتهامات باستمرار دعمها للجماعات المتطرفة في الدولة الجارة مطالبة بضرورة إغلاق الحدود بين البلدين.
دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إلى إغلاق الحدود السورية مع تركيا لقطع إمدادات “الإرهابيين” التي تصلهم من الخارج بما في ذلك عبر قوافل المساعدات الإنسانية.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه سوريا، منذ السبت، هدنة نجحت لحد الآن في الصمود رغم اتهامات للنظام بخرقها في أكثر من جبهة.
وصرح لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف “بالطبع لا يوجد مكان للإرهابيين أو المتطرفين في اتفاقيات وقف إطلاق النار أو في عملية التسوية السياسية”.
وأضاف في نص رسمي بالإنكليزية لخطابه “من المهم للغاية قطع إمدادات الإرهابيين التي تأتي من الخارج. ولتحقيق هذا الهدف يجب إغلاق الحدود السورية التركية لأن العصابات تتلقى الأسلحة عبر هذه الحدود وضمنها قوافل المساعدات الإنسانية”.
وأكد على ضرورة “إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والمنظمات المشابهة لهما، كشرط مسبق لضمان حقوق الشعب السوري الذي عانى طويلا”.
وجاءت تصريحات لافروف بعد أن قام موظفو الإغاثة بإيصال مساعدات إلى سوريا للمرة الأولى منذ التوصل إلى وقف الأعمال العدائية قبل خمسة أيام.
وتلاحق تركيا تهم بدعم تنظيم الدولة الإسلامية وقد تحدثت موسكو منذ فترة صراحة، عن وجود أدلة كثيرة تدين أنقرة في هذه الناحية.
كما تتهم تركيا بدعم وتمويل جماعات إسلامية متطرفة أخرى من ضمنها جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) وجند الأقصى اللذان لم يشملهما اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وقامت موسكو وواشنطن بصياغة الاتفاق والذي تدعمه الأمم المتحدة، ويرأس البلدان فريق دولي لتقييم مدى الالتزام بتنفيذه.
وصرحت أنقرة قبيل تنفيذ الاتفاق بأنها غير معنية به، وقال رئيس وزرائها أحمد داودأوغلو “هذه الهدنة ليست ملزمة ولا تعني سوى سوريا”. وأضاف “عندما يتعلق الأمر بأمن تركيا، لا نطلب أي إذن بل سنقوم باللازم”.
واعتبر محللون أن الموقف التركي ينم عن رد فعل جراء محاولات عزلها عن الملف السوري، وهي التي لعبت على مدار الخمس سنوات الماضية دورا محوريا في الصراع السوري، في مسعى لجعل نفسها رقما صعبا عند طرح أي تسوية للأزمة.
كما أن أنقرة لا تريد لهذه الهدنة أن تنجح وتفرز وضعا مريحا أكثر لوحدات حماية الشعب الكردي، التي تقول إنها فرع لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي له أجندة انفصالية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين، إن تصرفات أنقرة بمثابة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة.
وأوضح ريابكوف “الأتراك لم يتراجعوا عن فكرة توجيه ضربات عبر الحدود، وفكرة إنشاء مناطق على طول الحدود التركية في الأراضي السورية. وهنا يكمن الوضع الخطير، في حال نظرنا إلى تصرفات أنقرة المحتملة”.
وشدد ريابكوف على استمرار دعم الأكراد على الساحة الدولية، لافتا إلى ضرورة إشراكهم في صياغة مستقبل سوريا، وهو الخط الأحمر بالنسبة إلى تركيا.
وتشهد العلاقات بين موسكو وأنقرة تدهورا كبيرا منذ إسقاطها لطائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي. وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمعاقبة النظام التركي على هذه الخطوة.
ويرى متابعون أن تركيا غير قادرة مهما فعلت، سواء لجهة استمرارها في دعم النصرة أو داعش أو في ضربها لأكراد سوريا، على تغيير المسار الذي اتخذته الأزمة السورية، والذي يتم حتى الآن برعاية أميركية روسية.
وأعلن مكتب الموفد الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء أن محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء النزاع في سوريا ستستأنف في 9 مارس.
وقال المكتب في بيان إن “محادثات السلام السورية ستستأنف بعد ظهر يوم التاسع من مارس”، مضيفا أن “موعد 7 مارس 2016 كان مقررا في البداية لاستئناف محادثات السلام” إلا أن التأجيل كان ضروريا “لإتاحة الوقت الكافي لمعالجة مسائل لوجستية وعملية”.
وتشكل هذه المحادثات الفرصة الأكثر جدية لحل الصراع السوري.
ووصف الرئيس السوري بشار الأسد اتفاق وقف الأعمال القتالية بأنه “بصيص أمل” في مقابلة بثتها قناة تلفزيونية ألمانية الثلاثاء.
ونقلت شبكة (إيه.آر.دي) عن الأسد قوله في مقتطفات من مقابلة مدتها 25 دقيقة تبث كاملة، الأربعاء، “سنقوم بدورنا لإنجاح الأمر برمته”.
العرب