شهدت المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، هجمات عنيفة واتهامات بالفساد وسوء الإدارة.
وفي المناظرة التي جرت أمس الجمعة، صعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني -الطامح لولاية ثانية من أربع سنوات- خطابه، مؤكدا أن الخيار في الاقتراع هو بين المزيد من الحرية وبين القمع؛ لكن المناظرة طغت عليها القضايا الاقتصادية.
وفي مناظرة حامية استمرت ثلاث ساعات مع منافسيه، استهدف روحاني مؤسسات تعتبر محصنة من النقد، ومنها المؤسسة القضائية والحرس الثوري.
وقال روحاني لمنافسه إبراهيم رئيسي -في المناظرة- “يمكنك أن تشوّه سمعتي بقدر ما تشاء، كقاض في المحكمة الشرعية يمكنك حتى أن تصدر أمر اعتقال، لكن من فضلك لا تسئ استغلال الدين من أجل السلطة”.
وفي مرحلة أخرى من المناظرة، قال روحاني “بعض الجماعات الأمنية والثورية تنقل الناس بحافلات إلى مؤتمراتكم الانتخابية، فمن يمولهم؟”.
وصور روحاني منافسه الرئيسي الآخر رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف -وهو قيادي سابق في الحرس الثوري وفي الشرطة- على أنه “بلطجي تباهى شخصيا بقمع متظاهرين شباب”، وقال روحاني “أردت أن تبرح الطلبة ضربا”.
الاقتصاد يتصدر
أما المرشحان قاليباف ورئيسي، فاتهما حكومة روحاني بالتخلي عن الفقراء. وكرر قاليباف مرارا “أنتم حكومة الـ4% الأكثر ثراء في المجتمع”.
وأضاف “تتحدثون باستمرار عن الحكومة السابقة، بالنسبة إلينا وللشعب أنتم الحكومة السابقة. عليكم أن تتحدثوا عما فعلتم في السنوات الأربع الأخيرة، فالشجرة التي لم تعط ثمارا في الماضي لن تعطيها أبدا في المستقبل”.
وتابع “البلد يواجه أزمة اقتصادية خطيرة مع البطالة والركود والتضخم والأولوية، يجب إيجاد فرص عمل”.
من جهته، قال رئيسي -وهو مسؤول قضائي يحظى بدعم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي- “إن الفقر تفاقم وبات يمس ثلث السكان، ويجب زيادة المساعدة المباشرة للفقراء، وإعادة إطلاق صناعة قطاع البناء والزراعة لدعم الإنتاج الوطني”.
واتهم حكومة روحاني بأنها انتظرت بداية الحملة الانتخابية لتضاعف ثلاث مرات قيمة المساعدة المباشرة لـ14 مليون إيراني.
ووصف رئيسي الأداء الاقتصادي في عهد روحاني بأنه ضعيف، وقال إن 250 ألف شركة صغيرة اضطرت للإغلاق، وإن المبالغ النقدية التي تصرف للفقراء يجب أن تزيد. وقال إن “معدل البطالة مرتفع، والقوة الشرائية لدى الناس انخفضت بشدة”.
ويواجه روحاني خمسة منافسين أبرزهم رئيسي وقاليباف. ويقول المرشحان إن روحاني باع مصالح إيران بسهولة كبيرة للغرب، وترك اقتصاد إيران يتداعى بسبب سوء الإدارة.
وتجرى أول جولة في الانتخابات الرئاسية في 19 مايو/أيار الجاري، على أن تجرى جولة إعادة بعدها بأسبوع إذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات.
وعلى الرغم من أن روحاني اكتسح الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات بأكثر من ثلاثة أمثال الأصوات التي حصل عليها أقرب منافس له، فقد تجنب بالكاد خوض جولة ثانية بتحقيق ما يزيد قليلا على نصف الأصوات الإجمالية.
وإذا خسر روحاني نسبة ضئيلة من هذا التأييد فقد يواجه جولة ثانية محفوفة بالمخاطر ضد منافس متشدد يجمع كل أصوات المؤيدين لهذا التيار.
ويخشى روحاني أن يعزف بعض الناخبين الذين مكنوه من الفوز من الجولة الأولى في 2013 عن التصويت هذه المرة، بعد أن تبددت آمالهم بشأن الفوائد الاقتصادية المباشرة لرفع العقوبات وبسبب بطء وتيرة التغيير الاجتماعي.
الجزيرة