عملية معقدة وسرية كما وصفها لنا أحد الناشطين هي تلك التي تم من خلالها تهريب المعتقلة الشابة روان القداح بعد جهد وتخطيط وتنسيق استغرق ما يقارب الشهرين المتواصلين من العمل المجهد حتى تكللت أخيرا العملية بالنجاح.
أكثر من ثلاث سنوات قضتها روان القداح في سجون النظام السوري بعد أن تم القبض عليها من قبل أحد حواجز الأمن العسكري في محافظة درعا في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2012 ليتم بعدها المقايضة عليها مقابل تسليم والدها لنفسه وهو أحد قيادات الجيش الحر في حوران.
وبعد فشل المقايضات عمد النظام إلى بث اعترافات على قنواته الإخبارية مجبرا روان القداح ابنة الستة عشر عاما على سرد قصة لا أساس لها تتحدث عن الاستغلال الجنسي لها من قبل والدها. قصة روان القداح اجتاحت حينها صفحات التواصل الاجتماعي بسبب الطريقة التي يتبعها النظام بإجبار المعتقلين على الخروج للإعلام وسرد رواياته الكاذبة، وخاصة بعد وصول أخبار مؤكدة عن اغتصاب روان القداح منذ اعتقالها والتنكيل بها واستخدام أساليب التعذيب بجسدها الطاهر ليتم بعدها طي صفحتها وقصتها كما آلاف المعتقلات والمعتقلين الذين يعذبون ويتوجعون ويصرخون بصمت بعيدا عن هذا العالم.
عادت روان هذه المرة ولكن بفرحة كبيرة لأهلها ولجميع السوريين الأحرار بعد أن أفادنا أحد الناشطين المقربين من أهلها بتهريبها من مشفى تشرين العسكري بعملية سرية ومعقدة باسم غير اسمها وتم علاجها بعد تهريبها من المشفى وبعدها تم إخراجها لتركيا وهي الأن تقيم في إحدى مدن تركيا إلا أن وضعها الصحي سيء جدا بسبب التعذيب والتنكيل الذي لاقته طوال سنوات اعتقالها.
وقد حاولنا التواصل مع والدتها وأخذ بعض المعلومات منها إلا أنها ترفض التواصل مع أحد وإعطاء أي معلومة عن العملية خوفاً على أرواح منفذي العملية والعاملين عليها.
يذكر أن والد روان القداح (ميلاد القداح) القيادي العسكري في الجيش الحر في حوران تم اغتياله من قبل جهة مجهولة لم يتم التعرف عليها وذلك بعد عودته من الأردن هو وأحد المرافقين له منذ العامين.
غلا الحوراني – المركز الصحفي السوري