بعد أزمات عديدة، تعاني منها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، كنقص في الخبز والمحروقات وانقطاعٍ شبه تامٍ للكهرباء، بدأ فنانو الأسد بالتغريد خارج السرب.
“وائل رمضان” أحد الفنانين المشهورين ضمن الوسط الفني في سوريا، ذو ال 49 عاماً والمنحدر من مدينة الزبداني في ريف دمشق، وزوج الفنانة الشهيرة “سلاف فواخرجي” يخرج عن صمته أمس السبت 20 شباط/فبراير، عبر منشور في صفحته الشخصية بفيسبوك.
قال رمضان أنه لطالما كان يصف من خرج وهاجر في البحر “بالحمير” لكنه اكتشف مؤخراً أن الحمار هو من بقي في البلد ولم يخرج منها، حسب منشور له حذفه بعد ساعة من نشره.
لاقى منشور رمضان موجةَ غضب، بعد وصفه للاجئين أنهم “حمير”، وانتقده الكثير كونه ممثل ينتقد الظلم والفساد في فنه، لكنه خرج عن السياق المنتظر منه، ليكمل سلسلة تصريحاته ” التشبيحية”.
فقبل شهرين، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً صوتياً لرمضان يقول فيه: “أنا مو مع النظام السوري، أنا النظام السوري”،
ليعود مجددا لوصف السوريين “بالحمير”، ثم يعترف أنه ” من الحمير”، حسب منشوره.
يتابع الفنان “بشار اسماعيل” سلسلة انتقاداته للحكومة والأوضاع المعيشية عموما، بعد عهد من التطبيل للنظام.
ونشر أمس السبت 20 شباط/فبراير، من صفحته بفيسبوك: ” أنا لا ادعوا الله أن يدخلني الجنة التي يسعى البشر لدخولها، وأن يكون مثواي جهنم أعيش فيها بهدوء ورفاهية”.
أكمل إسماعيل: “الحياة في جهنم أفضل بكثير من الحياة التي أعيشها تحت وطأة هذا البرد الهائل، وفقدان كل مقومات الحياة، مختتما حديثه ب جهنم اسماعيل…”
وفي منشور آخر لإسماعيل، انتقد حرية التعبير ومصطلح “الحيطان ألها أذنين”، قائلاً أنه لم يكن يدرك معنى ذلك المصطلح في صغره، لكنه عرفه في الكبر.
أضاف اسماعيل أنه وبعد تقدم السن به، بات سمعه ضعيفاً فعندما يهمس منتقداً الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي والثقافي، يكون صوته عالياً، دون شعوره بخطورة ما يتكلم به، مستغرباً من هروب الناس من حوله عندما يهمس تلك الكلمات. وعرف عنه تأييده وتطبيله للنظام بصورة كبيرة بداية الثورة.
هل تشهد نقابة الفنانين السوريين انقلابا على الحكومة وهل أدركوا حجم الكارثة التي تغاضوا عنها بداية الأمر؟ ، رغم محاولة النظام استخدامهم كأبواق ماجورة لتلميع الوضع المعيشي والصورة العامة له؟ أم أنهم يسحبون تصريحاتهم بعد أول زيارة لأحد الأفرع الأمنية؟ أم أنهم سيغمضون أعينهم ويتابعون مسيرة التطبيل والتأييد للنظام القاتل؟
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع