في ظلِ الإنفلاتِ الأمني، بعيداً عن أعينِ الرقابة، يقبعُ الكثيرُ من الشبابِ السوري في غياهبِ الجهلِ والضياع، لايعلمونَ الصحيحَ من الخطأ، فالمنعدمُ سابقاً باتَ متوفراً الآن، فلا رقيبَ يراقبُ ولا قوة تردع.
“أم حسام” .. إحدى النساء السوريات، تعيشُ وحيدةً مع ولدها بعد وفاة زوجها وهجرة ابنائها للخارج، تروي قصة إدمانِ ابنها “للحشيش” وصعوبة ما قد عانتهُ مع ولدها لتخليصه من ذلك الإدمان.
كان في البداية ولدي يلتزم المنزل، ودراسته الجامعية، كنت لا ألاحظ عليه أي ملاحظاتٍ سلبية، لكن وبعد تعرفه على أصحاب جدد، بات يقضي معظم وقته في المنزل، وازداد مصروفه أضعافَ السابق، بدأت ألاحظ عليه الشرودَ الدائمَ والوهن الجسدي، والهالاتُ السودُ التي تغطي عينيه.
كنت كلما سألتهُ عن سبب ذلك يجاوبني بأن الدراسةَ الجامعيةَ أتعبته، لكن لم تطل تلك الكذبة، وجدت في جيبه كيساً صغيراً يحوي مادةً أشبه بالصابون، لكنه لم يكن صابوناً، إنه حشيش ذهلت من ذلك الموقف، ولدي يشرب الحشيش!!! واجهته بذلك، بالدني بالغضب والإنكارِ ومغادرةِ المنزل، أتعبني جداً حتى استطعتُ ان أتغلبَ عليه، واصححَ مسارهُ، أياماً وليالٍ ارهقتني جداً، وبعد تجريبِ كل الوسائلِ الممكنة، عاد ولدي طبيعياً يدرسُ ويجتهدُ و قد تركَ رفاقَ السوءِ الذين قاموا بتعليمه على شرب تلك المادة النتنة، التي لا تؤدي بصاحبها إلا إلى التهلكة”.
لم يكن ابن أم حسام وحيداً، فالظاهرةُ منتشرةٌ جداً في الوسطِ السوري والمناطق الشماليةِ المحررة، ما يستوجبُ ذلكَ القيام بزيادةِ المجهودِ للقوى الأمنية في تلك المناطق، و مراقبة بؤرِ بيعِ الحشيشِ والموادِ المخدرةِ والقضاءِ عليها، للحفاظ على مجتمعٍ نظيفٍ و خالٍ من كل الأوبئةِ النفسية والجسدية، و لا ننسى دورَ المجتمع والأهلِ أولاً في مراقبةِ أولادهم و زيادةِ توعيتهم للسيرِ في الطريقِ المستقيم.
بقلم : ريم مصطفى
المركز الصحفي السوري