كانا ينسجان خيوط المستقبل معا ويرسمان آمال الفرح على سوية ويخطان حروف الفرح على صفحات الزمن الآتي ليأتي ليل كئيب ويخطف بريق السعادة من عيون سمر بعد رحيل ماجد دون وداع.
سمر طالبة جامعية وشابة جميلة جدا في مقتبل العمر تقدم لخطبتها ابن خالها ماجد الشاب الثلاثيني من ريف إدلب الجنوبي، بعيون بنية واسعة ملأهما الفرح ووجه مدور تشع منه ملامح الهناء وافقت سمر على الخطبة من ابن خالها لترسم معه حياةً تمنت أن تكملها معه بكل حب وطمأنينة، لكن القدر حرمها من تلك الأمنيات.
تقول سمر “كنت في مقتبل العمر أشق طريقي بنفسي، وأبدأ حياتي بدءا من الدراسة التي اخترتها طريقاً لي، فبدأت دراسة اللغة العربية في كلية الآداب، الدراسة التي أحببتها وسعيت لاستكمال طريقي فيها، فكنت أحافظ على حضور كافة المحاضرات كما أني أحب القراءة كثيراً”.
تقدم ماجد لخطبة سمر، لم يؤثر ذلك على دراستها الجامعية لكنها كما تقول “أخذت الخطبة حيزاً كبيراً من تفكيري، وأعدت بعدها إعداد وتنظيم مخطط أيامي القادمة، أما الخطبة فكانت تقليدية وبسيطة وافقت بسرعة نظراً لمعرفتي وقرابتي بالشاب”.
استمرت خطبة ماجد وسمر ما يقارب السنة ريثما تخرج ماجد من جامعته لتبدأ حياة جديدة في حياتهما، تلك الحياة التي بدأت بالسعادة والهناء رغم منغصات الحياة الكثيرة.
سمر بحنين وحزن تقول “كانت الفترة التي تزوجنا فيها جميلة جداً وهادئة، لكن وفي بداياتها لم تكتمل الفرحة فماجد وبعد تخرجه من الجامعة لم يستطع العمل بشهادته نظراً لكونه أصبح مطلوباً للخدمة الإلزامية مع قوات النظام، وظروف الحرب التي غيرت كل شيء في سوريا”.
توفي ماجد، قذيفة غادرة أنهت حياته بعد أقل من خمسة أشهر على زواجهما، وصدمة سمر كانت كبيرةً جداً والحزن بلغ الآفاق تقول سمر بعينين متعبتين “دخلت بحالة اكتئاب استمرت لأشهر، ولم أعد أقدر على الاستمرار في حياتي بعدما ذهب زوجي ولن يعود مجدداً تاركاً كل ذلك القهر فوق رأسي، وفي بطني كان الأثر الوحيد له، كنت حاملاً ببنت”.
ظلت سمر في عدتها ريثما أنجبت ابنتها آلاء، وخلال تلك الفترة كانت سمر ضعيفةً ومتعبة، وفي كنف أهلها استمرت حالة الاكتئاب ستة سنوات، وكانت محاولات شقيق زوجها في طلبها للزواج فاشلة تماماً لسوء حالتها النفسية، لكنها وبمساعدة أهلها تجاوزت تلك الحالة وتزوجت ابن عمها ورزقت اليوم بطفل اسمته “ماجد”.
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع