يقطع ماهر دولاً وبلداناً عدّة ليصل مؤخراً إلى النمسا ويمكث هناك، بعدما وجد أن العيش لا يحتمل في لبنان الذي هاجر إليه قبل ثمانية سنوات هرباً من ضراوة الحرب وشراستها في سوريا.
تغمر أحمد السعادة والطمأنينة بعدما استقر به الحال في النمسا بعيداً عن المشاكل الكبيرة وعناء العيش، ويقول “الحمد لله، تعبت جداً حتى وصلت إلى هنا وواجهت مشكلات وصعوبات عديدة في التهريب ما بين الدول، عدا عن التكاليف العالية للسفر والتهريب.
بدأت قصة ماهر من لبنان، حيث كان يعمل هناك في أحد المطاعم، لكن أزمة لبنان الاقتصادية وتدهور الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية جعل دخله لا يتوازى مع مصروفه اليومي، فيقول “حاولت استكمال العمل في لبنان والصبر قليلاً، لكن الأمر لم يعد يحتمل والأسعار باتت تحلق في الفضاء، وعليه قررت العودة إلى سوريا، قبل أن تخطر في ذهني فكرة الهجرة إلى أوروبا”
تعرف ماهر على أحد المهربين الذي بدوره نقله إلى سوريا حيث المناطق التي يسيطر عليها النظام، من ثم ريف حلب الشمالي ليلتقي بأهله هناك بعد غياب طويل، لكن ذلك اللقاء كان قصيراً ولم يدم أكثر من أسبوعين.
“التقيت بأهلي بعد ثمانية أعوام على غيابي عنهم، كان كل شيء مختلف هناك، بعدما تركتهم في منزل رحب وبلدة آمنة وجدتهم يسكنون في خيمة في أحد المخيمات، التي صدمتني بكبرها وأعداد الناس فيها، لكنني لم أحتمل الجلوس هناك، وهنا ازددت تصميماً على فكرة الهجرة إلى أوروبا وعزمت المسير”
بدأت رحلة ماهر الجديدة نحو أوروبا، ابتداءً من تركيا ومشقة الوصول إليها، وبعد محاولات عديدة وصل إلى “الريحانية” وهناك كانت انطلاقة عهد جديد في حياته بعيداً عن الأزمات والحروب، “كانت ثاني المراحل في هجرتي هي وصولي إلى تركيا، وكانت قد كلفتني الرحلة تلك للحظة وصولي إلى تركيا ما يقارب 2500 دولار أمريكي”
“بدأت المسافات تقصر أمامي، وكلما تخطيت خطوة ازددت إصراراً وحرصاً على الوصول وإكمال الطريق، فها قد تخطيت تركيا واليونان بسرعة، رغم أن أصدقائي لا يصدقون وصولي هناك بسرعة، لكن طريقي كان ميسراً بفضل الله، ودفعت الكثير من المال لتخطي الطريق بسرعة والهرب من شبح العودة إلى مكان ما انطلقت”
اليوم يجلس ماهر في إحدى بلدات النمسا، وقد بدأ يجري علاقات جديدة مع أشخاص جدد، لكنه يضع أمامه عدة دول طامحاً إلى الوصول إليها، وعلى رأسها ألمانيا التي يخطط بعد حصوله على الإقامة بالسفر نحوها، ويؤكد أنّ الظروف هي من أجبرته على الرحلة، فالواقع في سوريا ولبنان بات لا يطاق.
قصة خبرية بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع