نشر موقع منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” مقالاً للكاتب “Philippe Bolopion” بعنوان “القنابل البرميلية ليست مدعاة للضحك سيادة الرئيس الأسد” انتقد فيه الكاتب ما أسماه الرد الفكاهي الذي قدمه رأس النظام بشار الأسد “عند سؤاله على التلفاز عن سلاح مميت، مسؤول عن قتل وتشويه الآلاف من مواطنيه”. في مقابلة لـ”بي بي سي” تم بثها يوم 10 فبراير/ شباط الحالي.
وقال الكاتب: “على مدار السنوات الأخيرة انهمرت البراميل المتفجرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، على طوابير المخابز، وعلى المنازل، وعلى المدارس، وعلى المستشفيات. وقتلت وجرحت المئات من الرجال والنساء والأطفال بأعداد أكبر من الأسلحة الكيماوية التي وجدت دعاية أكبر، والتي اضطر الأسد للتخلص منها”.
وأوضح الكاتب أنه “في يوليو/تموز من العام الماضي، في تل رفعت، حكت شابة لباحثي هيومن رايتس ووتش عن شعور الطرف المتلقي للبراميل المتفجرة. إذ قالت كنت أنام بجوار زوجي حين استيقظت ورأيت حجارة فوقي (…) توفي ابني الذي يبلغ من العمر عامين، وجرح زوجي جراء الشظايا (…) أذكر رؤية جثمان ابني على مسافة بعيدة عن فراشه”.
وأكد الكاتب أن السؤال المطروح ليس “بما إذا كان الأسد يكذب، فهو يكذب دون مجال للتشكيك. بل إن السؤال هو لماذا يجد لنفسه الحق في استعراض روح الدعابة بهذا الشكل الفاحش”؟.
ويجيب الكاتب على السؤال المطروح بقوله “السبب بسيط: فقد أفلت الأسد من العقاب على جرائم مهولة طوال عدة أعوام. فالمعركة الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف (المعروف أيضاً باسم داعش)، المعركة التي تشغل القوى الغربية، قد وفرت له تلهية مناسبة تماماً، إذ أتاحت له مواصلة القتل بغير مضايقات”.
وبيّن الكاتب أنه “منذ عام تقريباً، كان قرار مجلس الأمن الأممي رقم 2139 يطالبه بوقف الاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف والقصف الجوي، من قبيل استخدام البراميل المتفجرة، لكن بفضل الدعم الروسي والصيني الراسخ لدمشق، لم يفعل مجلس الأمن الأممي شيئاً لتنفيذ القرار، ولا حتى حظر توريد السلاح الذي من شأنه حرمان المروحيات السورية من عمليات الصيانة”.
و”هكذا تسنى للأسد أن يلهو بالقنابل البرميلية بينما يموت السوريون” كما يقول الكاتب.
يذكر أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” كانت قد وثّقت استخدام الأسد للبراميل المتفجرة في حلب وفي مناطق سورية أخرى مختلفة، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه “وثق تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية ما لا يقل عن 1009 غارات على مناطق في قرى وبلدات ومدن بعدة محافظات سورية، خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري، طاولت 12 محافظة، من أصل 14 محافظة سورية”، موضحاً ان مروحيات النظام القت “537 برميلاً متفجراً على مناطق في مدن وبلدات وقرى بمحافظات ريف دمشق، حلب، حمص، إدلب، القنيطرة، الحسكة، حماة، درعا، دير الزور واللاذقية، فيما شنت مقاتلاته 472 غارة”.
وأشار المرصد إلى أن الغارات “أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 270 مدنياً، هم 49 طفلاً و173 رجلاً بينهم ما لا يقل عن 146 مواطناً بينهم 29 طفلاً و26 مواطنة استشهدوا في قصف لطائرات النظام الحربية على مدن وبلدات دوما وكفربطنا وسقبا وعين ترما وعربين (شرق دمشق)، إضافة لإصابة نحو 1200 آخرين بجروح، بينهم العشرات ممن أصيبوا بإعاقات دائمة وجراح بليغة، كما أدت الغارات إلى أضرار مادية ودمار في ممتلكات المواطنين”.
المصدر: السورية نت