جين أوستن روائية إنجليزية, ولدت في 16 ديسمبر عام 1775 في قرية ستيفنتون, وكانت واحدة من سبعة أبناء وابنة لرجل دين, ونشأت في أسرة متماسكة.
تعلمت أوستن في المنزل إلى إن ذهبت هي وأختها كاساندرا إلى مدرسة داخلية في مطلع عام 1785. تدرس الأختان في هذه المدرسة المواد الدراسية الفرنسية والهجاء والخياطة والرقص والموسيقى, إلى جانب المسرح. وبحلول ديسمبر 1786 عادت جين وكاساندرا إلى المنزل, لأن الأسرة لم تتحمل تكلفة إرسال كلتا الفتاتين إلى المدرسة.
اكتسبت جين باقي تعليمها من قراءة الكتب, كان مسموح لها بدخول مكتبة والدها ومكتبة صديق العائلة وارين هاستينجز التي ضمت مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب. سمح والدها بمحاولات جين الخطيرة أحيانًأ للكتابة, وزود الفتاتين بأوراق غالية الثمن وأدوات للكتابة والرسم, حسب كلام كاتب السير الذاتية بارك هونان, كانت الحياة في منزل عائلة أوستن محاطة بجو منفتح وممتع وسهل وثقافي, يتم فيه مناقشة الأفكار السياسية والاجتماعية.
كانت العروض المسرحية الخاصة جزءًا من ثقاقة المؤلفة أيضًا, منذ كانت أوستن في السابعة وحتى بلغت الثالثة عشر نظمت عائلتها والأصدقاء المقربون سلسلة من المسرحيات احتوت على مسرحية “المتنافسون” The Rivals لـ ريتشارد شاريدان عام 1775, ومسرحية “الطبقة الراقية” Bon Ton لـ ديفيد جاريك. التفاصيل غير معروفة لكنها كانت تنضم إلى تلك الأنشطة بصفتها متفرجة, ثم لاحقًا صارت مشاركة. معظم المسرحيات كانت كوميدية, مما جعلها مصدرًا لموهبة جين الفكاهية والساحرة في الكتابة.
بدأت في الكتابة عندما كانت مراهقة, وفي عام 1811 ظهرت روايتها الأولى “العقل والعاطفة”, التي ساعدها شقيقها هنري في نشرها, صورت فيها العلاقة بين أختين إحداهما عقلانية والأخرى عاطفية, فكانت الرواية معركة خاسرة بين العقل والقلب, لا يمكن لأحدهما أن يفوز على الآخر, فلا يمكن أن تحيا بعقلك دون قلبك, لذلك تقول الكاتبة ” لا تدع أحدهما جانباً, فلتدع الفرصة لعقلك بحكمته وحُسن إدراكه يُصوب اختيارات قلبك وحماقاته”.
نشرت بعدها روايتها التالية “كبرياء وتحامل”, وقد وصفتها بأنها “طفلها الحبيب”. ثم نُشرت “مانسفيلد بارك” في عام 1814, ثم “إيما” عام 1816. وكتبت جين روايتين إضافيتين بعنوان “دير نورثانجر” و”إفناع” نشر كلاهما بعد وفاتها في عام 1818. وكانت قد بدأت رواية أخرى قبل وفاتها سميت فيما بعد “بلدة سانديتون”.
خلال القرن العشرين والحادي والعشرين ألهمت كتابات جين عددًأ كبيرًا من المقالات النقدية والمختارات الأدبية, مما جعلها مؤلفة بريطانية ذات شهرة عالمية. وكذلك ألهمت صناعة أفلام عدة، كانت البداية في الأربعينيات مع فيلم” كبرياء وتحامل (1940) بطولة لورنس أوليفيه, وفيلم “العقل والعاطفة” العقل والعاطفة من بطولة إيما تومسون عام 1995 وفيلم “الحب والصداقة من بطولة كيت بيكينسيل عام 2016.
بداية عام 1816 بدأت أوستن تشعر بالتعب, تجاهلت المرض في البداية واستمرت في العمل وشاركت في الأنشطة العائلية المعتادة. بحلول منتصف العام تراجعت صحتها بوضوح, وبدأت حالة طويلة وبطيئة وغير مستقرة من التدهور الذي أدى لوفاتها في العام التالي.
ترجمت أعمال جين إلى العديد من اللغات مما أكسبها شهرة عالمية, وعرفت بأسلوبها في مناقشة العلاقات الاجتماعية والعاطفية, وحياة النساء في ذلك الوقت, ومشاكل طبقات المجتمع.
بيان آغا
المركز الصحفي السوري