شهد صباح 28/01/2013 مجزرة دموية نفذتها قوات النظام بحق أهالي مدينة حلب، في يومٍ كان الأكثر دموية في المحافظة ذاتها.
أخرجت قوات النظام المعتقلين لديها من أهالي المدينة الذين شاركوا في المظاهرات المطالبة بالحرية وإسقاط النظام من السجون وأعدمتهم ميدانياً ورمتهم في “نهر قويق”.
صرّح “عبيدة بعاج” أحد الإعلاميين والناشطين من مدينة حلب الذي كان شاهداً على انتشال الجثث من النهر قائلاً : كنت بحلب بالقضاء الموحد وجاءتنا تبليغة من أحد الأشخاص أن هناك جثث كانت على الأطراف بمنطقة جانب الزبدية(حوالي جسر السنديانة) منها ما تم نقله لمدرسة بستان القصر ومنها مازالت مرمية على أطراف النهر(والشباب يقومون بنقلها).
عند التوجه للمدرسة برفقة المحامي الأستاذ أحمد شبلي وعند الدخول للباحة، كانت النظرة الأولى لعشرات من الجثث ملقاة هنا وهناك صُدمت ولم أعرف ماذا حدث ومن هؤلاء ولماذا قتلوا.
اقتربت من الجثث وبدأت بالنظر لها، يومها كانت أمامي حوالي 70 جثة على ما أذكر جميعها مكبلة الأيدي للأمام أو للخلف (منها بلاصق عريض ومنها بحزامات بلاستيكية) 95% من الجثث أُعدمت بطلقة بالفم والباقي جميعهم بالرأس من الأمام.
إضافةً إلى وجود أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات وشباب ورجال وعجزة بعمر ال٦٠ وأكثر.
هنا طلب مني أحدهم بأن أُحصي عدد الجثث لأنه لم يستطع عدها.
بدأت بالسير بجانب أقدام الجثث ولم أستطع إحصائها بسبب المنظر المبكي الذي انتابني حينها، ما أبكاني وجعلني مكبل اليدين دون حولا ولا قوة وأصابني بشلل تام وتوقفت الدنيا.
صوت تلك الأم التي تبحث عن جثة طفلها مازلت أذكره وهي تبحث عنها فجأة صرخت منادية (يا روحي لاقيتك) وجدث جثة ابنها واحتضنتها وتصرخ ياروحي لاقيتك فتوجه الناس لمساعدتها وسحبها وهي تقول “اتركوني بدي لاقي جوزي”.
فعلاً وجدت زوجها وابنها ولكنهم معصومي اليد ومفجري الرأس لا شيء يمكن وصف المشهد لا كلمات ممكن أن تعبر عن حالة الأم حينها.
وأضاف الناشط “محمد الحلبي” عند انتشال الجثث من النهر، تعرّض المدنيين لإطلاق النار من قبل قوات النظام المتمركزة في حي الإذاعة المشرف على النهر، وضعوا الجثث في مدرسة اليرموك في بستان القصر ليتم التعرّف عليهم، بعد أن تعرّف ذووهم على بعض الجثث، وكان هنالك نسبة كبيرة ممن لم يتم التعرّف عليهم، فدُفنوا في مقبرة جماعية بحديقة القباقيب.
مشهد كان هو الأسوأ شهدته حلب ومازال النظام والأسد دون محاسبة على جرائمه وصمت دولي على مجازر عدة، فمتى سينال هذا الشعب حريته؟
قصة خبرية / محمود المعراوي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع