بقدم واحدة تقفز فرح قفزة تلو الأخرى، تتعثر بالأحجار والطين، تسقط ثم تنهض، متكئة على يديها الصغيرتين بعد أن بلل الوحل ثوبها الأحمر ولوث حقيبة كتبها لتكمل رحلتها الشاقة للوصول إلى المدرسة.
فرح العلي طفلة يتيمة، لم تتجاوز العاشرة من عمرها، أصيبت بقصف قوات النظام، فقدت القدرة على تحريك رجلها اليسرى ما تسبب لها بإعاقة ترهقها وتعكر عليها طفولتها.
ما مصير العقارات التي تم شراؤها في الشمال السوري دون وجود أوراقٍ ثبوتيّةٍ رسميّة
تجلس فرح على التراب أمام خيمتها وفي عينيها حزن عالق يروي مأساة آلاف الأطفال أمثالها، ترتدي فستاناً مزركشاً أحمر اللون كزهرة ذابلة قطفت قبل أوانها.
ثم تبوح فرح بما يجول في قلبها الصغير من مشاعر مؤلمة وأحاسيس خجولة حين ترمقها نظرات الناس لإعاقتها “أنا تصاوبت بالمفصل ولما أروح على المدرسة أخجل كتير” .
لم تتجاوز أحلام فرح سوى أن تستعيد قدرتها على المشي كأي طفلة طبيعية، تكمل فرح: “اتمنى بس ارجع مثل أول وأمشي على رجلي واكمل دراستي”.
نزحت فرح من بيتها بعد أن هدمه قصف طائرات النظام وحليفه الروسي، وتوفي والدها وجدتها فيما أصيبت هي برجلها اليسرى جرّاء القصف، لتعيش مع جدها المسن في مخيم السكة الواقع في قرية رام حمدان شمال مدينة إدلب.
يقول جدها “نايف العلي”: “فرح أصيبت بشظية برجلها اليسرى لتسبب لها إعاقة دائمة، لا يمكنها المشي ولا حتى الوقوف، وأتمنى أن يتأمن لها مفصل أو علاج”.
ثم يكمل نايف ليصف معانات حفيدته الصغيرة: “تمشي فرح على يديها ورجلها أكثر المرات في الطين والوحل وتعاني من مشقة كبيرة، أوصلها انا احيانا للمدرسة واحيانا تذهب لوحدها”.
ثم يختم حديثه بعد تنهيدة طويلة بقوله: “فرح خجولة جداً، تخجل من رفقاتها لما فيها من نقص بجسمها، وخاصة حين تتسخ ثيابها بسبب سقوطها بالوحل”.
بقلم سدرة المنتهى
المركز الصحفي السوري