جنيف (رويترز) – قال مصدران بالمعارضة السورية يوم السبت إن مبعوث الأمم المتحدة لسوريا سعى لاستطلاع رأي المعارضة في محادثات جنيف بشأن فكرة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بشكل رمزي لكنهما أوضحا أنهما رفضا الفكرة تماما.
وأجرى المبعوث ستافان دي ميستورا محادثات غير مباشرة يوم الاربعاء قائلا إن الانتقال السياسي سيكون التركيز الرئيسي للجولة الحالية من محادثات السلام التي تهدف لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ خمسة أعوام. وقتل في الصراع أكثر من 250 ألف شخص.
وبعد أيام من انطلاق الجولة الجديدة تبدو المفاوضات أكثر هشاشة عن أي وقت مضى مع احتدام القتال قرب حلب مما يهدد بتقويض الهدنة. وسعى وفد الحكومة بعد وصوله إلى جنيف يوم الجمعة إلى حرف الجولة الجديدة بعيدا عن قضية الانتقال.
وقال مصدران بالمعارضة إن دي ميستورا طرح في اجتماع عقد مع الهيئة العليا للمفاوضات في وقت متأخر من يوم الجمعة عدة أفكار منها بقاء الأسد في السلطة بشكل رمزي على أن تختار المعارضة ثلاثة نواب للرئيس بصلاحيات عسكرية وتنفيذية.
وقال مسؤول بالمعارضة “لم تطرح تفاصيل ولم يكن هناك شيء يمكن أخذه على محمل الجد.”
وقال المصدران إن دي ميستورا لم يعرض الفكرة كاقتراح محدد.
ومن المرجح أن يؤدي مجرد الاقتراح ببقاء الأسد في السلطة إلى تعقيد المحادثات في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات ويزداد الموقف الميداني تفاقما.
وشن الطيران السوري غارات على مناطق خاضعة للمعارضة في شمال مدينة حمص خلال الأيام القليلة الماضية صحبها احتدام القتال في حلب مما قد يقوض اتفاقا هشا لوقف الأعمال القتالية أبرم في فبراير شباط.
وقال دبلوماسي غربي كبير مطلع على المحادثات إنه بينما لا تبدو الفكرة نابعة من دي ميستورا إلا انها بدت غير ملائمة بالنظر لحساسية المسألة.
وقال الدبلوماسي “إذا استمرت هذه الفكرة في الانتشار ولم ترفض سريعا لسببت مشكلات حقيقية على الأرجح. كان تأثيرها سيكون كارثيا في حلب حيث يشعر المقاتلون بالفعل بالقلق من دي ميستورا ويخشون من إبرام اتفاق خلف الكواليس.”