مدينة دير الزور هي أكبر مدينة من المدن الواقعة شرق سورية, وهي مركز محافظة دير الزور التي تتألف من ثلاثة مناطق: دير الزور, والميادين, والبوكمال, وهي مدينة جميلة تقع على نهر الفرات ويوجد فيها سبعة جسور مقامة على النهر الذي يقسم المدينة إلى قسمين.
خرجت أولى المظاهرات في مدينة دير الزور بتاريخ (15\3\2011) وانطلقت من الملعب البلدي مطالبة بإسقاط النظام, وبعد شهر تقريبا خرجت مظاهرة كبيرة أخرى نادت بالحرية في الساحة الرئيسية في دير الزور, التي أطلق عليها المتظاهرون اسم ساحة الحرية, والشيء البارز أن تتحول تلك الساحة لتجمع التظاهرات الحاشدة التي بدأت تخرج في المدينة بشكل يومي ومنتظم, إضافة إلى التظاهرات المسائية التي بدأت تجوب الشوارع فيما كان يعرف بمسائيات ثوار الفرات.
وبالتأكيد فإن مظاهرات دير الزور هي كغيرها من مظاهرات المدن السورية التي تواجهها قوات النظام بالرصاص الحي الذي يوقع عدداً من الشهداء والجرحى عدا عن اعتقال المئات من أبناء المدينة من قبل قوات الأمن.
كانت أضخم المظاهرات التي شهدنها المدينة بتاريخ (22\7\2011) في جمعة أحفاد خالد بن الوليد لنصرة مدينة حمص, حيث بلغ عدد المتظاهرين فيها حوالي (300.000) متظاهر في ظل غياب أمني غريب من نوعه.
وكما جرت العادة, فإن الحملات الأمنية والعسكرية التي يقوم بها النظام ستطال كل المدن التي تثور عليه, لذلك بدأت أولى الحملات الأمنية على دير الزور من أجل قمع حركة الاحتجاجات فيها, وتمت فيها قصف حي الحويقة بالدبابات ومن ثم اقتحامه وإطلاق النار على الأهالي بعد أن قام الأهالي بتشكيل لجان محلية لإغلاق الطرقات ومنع قوات الجيش من الدخول إليها, وكان من نتائج هذه الحملة انشقاق “”57 عسكريا كانوا نواة لما يعرف بالجيش الحر العامل في مدينة دير الزور, خلال الحملة استمر قصف المدينة بالدبابات والأسلحة الثقيلة ما أدى لاحقا لسقوط أكثر من “”300 شهيد أغلبهم من المدنيين, إلى جانب موجة نزوح كبيرة جداً.
رغم عنف الحملة الأولى إلا أن قوات النظام فشلت في اقتحامها, حتى اضطرت لشن حملة ثانية أكثر عنفا من سابقتها, حيث حاصرت المدينة وطوقت مداخلها بالدبابات, وبعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش الجر تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على أحياء المدينة بعد أن اضطرت قوات الجيش الحر للانسحاب إلى خارج المدينة.
بقيت حركة المقاومة سارية المفعول داخل المدينة حتى بعد إحكام قوات النظام سيطرتها عليها, فعاودت قوات الجيش الحر من تصديها لقوات النظام داخل المدينة وذلك بالقيام بعمليات نوعية داخل المدينة, بينما بقيت الاشتباكات مستمرة في محيط مطار دير الزور العسكري.
وكانت من أبرز الأحداث التي آلمت سكان المدينة هي قيام طائرات النظام بقصف “الجسر المعلق” وتدميره, إلا أنها عجزت عن تدمير إرادة أبناء دير الزور بالتوقف عن ثورتهم حتى يومنا هذا.
فادي أبو الجود
مدن ثائرة