ماذا يمثل اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ويوم مساندة ضحايا التعذيب ل “بشار الأسد” و “حسن نصر الكبتاكون” اللذان كانا أمس في 26 حزيران؟ إنه يمثل قرعا على رؤوسهما، لا كقرع طبول حرب على غاصب أو رد معتد. بل ضرب تأنيب وبهدلة وفضائح للنظام الديني الذي يمثله نصر الله، حزب الممانعة، أو “المماتعة” كما يصفه البعض، في حين أن طبيب العيون، قلع عيون العالم بتفوقه بتجارة المخدرات، وقلع عيون المعتقلين في سجونه!
لا يبالغ الواحد إن قال إن ذكريا يوم مكافحة المخدرات، ومساندة ضحايا التعذيب
قد وضعتا لمثل بشار وحسن، فسوريا ولبنان تحولتا في عهدهما لأكبر بلدين مصدرين للمخدرات، ولنظامين ولغا في دماء الناس وشربا منه حتى الثمالة، ثم مسحاه بمناديل أوروبية وروسية.
بالنسبة ليوم مساندة ضحايا التعذيب، تفاعل النشاط السوريون والعالميون مع هذا الهاشتاغ عبر نشر صور عشرات الآلاف من الموتى التي أظهرتهم صور قيصر، بخيال يأخذك لزمن ستالين ولينين، وتذكرك بمجزرة سربرنيستا. بل أعظم وأخطر، تأخذك لمجازر ضحايا محاكم التفتيش الإسبانية التي استخدمت أسلحة وأجهزة لتعذيب الناس لا تقل فظاعة عن إجرام “طبيب العيون، وحبيب الملايين والجدير أن يكون قائدا للعالم” بترشيح مجلس الشعب التابع له.
لماذا يلام النظام على تصدير الكبتاغون للعالم؟ وهل كون اللاذقية مركزا دوليا لتجميع حبوب الكبتاغون وإرساله لدول عربية ودولية هو عار وجريمة وفضيحة؟
لا يلام نظام بشار ولا سيد الضاحية. ذلك كون موقع سوريا الجغرافي هو السبب وراء سعي النظامين لتصدير المخدرات والاتجار. نعم هذا هو السبب. فوزارة الداخلية عبر صفحتها
على فيسبوك قدمت الأعذار الشرعية والمنطقية أمس، على لسان العميد نضال جريج أن سوريا هي صلة الوصل بين الشرق والغرب على طريق قوافل تجارة وتهريب المخدرات، والغرب يتآمر لضرب الاستقرار. وهنا يقصد العميد استقرار مزارع آل الأسد فقط. ولا يقصد بالتأكيد
التآمر على رفاهية السوريين، فحلم أي سوري في ظل حكم عائلة الأسد كان ترخيص لكشك فلافل، أو شراء بيت، أو وظيفة بـ10 آلاف ليرة. بل يقصد العميد المؤامرة على توزيع ثروات البلد وإيقاف خطف البنات الجميلات من شوارع اللاذقية من قبل هارون الأسد، ومنع احتكار بناء شركات في سوريا لصالح طبقة معينة، ومؤامرة على وقف الاعتقال والتعذيب لكل
من يقول لا لمستخدم مدرسة بعثي، ولو أن النظام يستطيع منع الناس من قول لا من كلمة “لا اله الا الله” لفعل! ولكن طالما هناك من يقول له لا إله إلا بشار, يعني مبلوعة!
في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، يجلس رامي مخلوف مستغربا كيف للعالم منع المخدرات، وبالتالي منعه من إرسال الحليب والرمان والأحجار والموز وبقية الأصناف التي كان يحشوها بحبوب الكبتاغون ويرسلها داخل هذه المواد لدول عربية لزيادة الوعي لدى الشباب، وإصلاح العقول الديمقراطية والنخب الفكرية من لوث الحضارة والرقي وتصنيع هاتف نوكيا 3310!
من أين سيأكل جنود ماهر الأسد في الفرقة الرابعة إذا توقفت تجارة المخدرات؟ من أين سيحصل على ملايين الدولارات لدفع رواتب لمكاتبه الأمنية وقواته لتستمر في النهب والقتل
والحفاظ على هيبة وقوة الفرقة الرابعة لنشر الأمن والسلام وبناء سوريا الحديثة! قطع الأعناق
ولا قطع الأرزاق، ولذلك فان الفرقة تقطع أعناق السوريين الذين يمنعون أو يعارضون هذه التجارة.
في معركة تشالما في كسب، لم يكن لعناصر حزب الله التقدم والاستيلاء على أخر قمة في كسب لولا حبوب الكبتاغون كما قال العسكريون وبعض المقاتلين السوريين هناك: ” كانوا يركضون إلينا والرصاص يمطرهم، وكأنهم مغيبون لا يدرون ما يفعلون، وكانت أعدادهم هائلة، لم نستطع الصمود. تأكدنا أنهم يتناولون حبوبا مخدرة تغيبهم عن الوعي”.
في اليوم العالمي لضحايا التعذيب، دماء المعتقلين وصرخاتهم ملأت شقوق جدران أقبية السجون ومسارح التعذيب. وأجهزة الصعق وقلع الأظافر الطويلة، التي ستحكي الكثير من القصص المرعبة التي قد تعرضها نتفلكس كوثائقيات وأفلام، وتحظى بجوائز قديرة ويكرم ممثلوها بأفضل جائزة، ولكن لن تكون كجائزة أصحاب القصص الحقيقة.
مقال رأي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع