انطلق اليوم الثاني من المفاوضات الغير مباشرة بين وفدي المعارضة السورية والنظام في جنيف، اليوم الأربعاء والتي تهدف إلى إيجاد تسوية للوضع السوري، حيث قدمت الأمم المتحدة وثيقة من أجل التمهيد لإعداد دستور جديد، وروسيا ترحب باعداد دستور جديد لسوريا، معتبرة أنها الخطوة الصحيحة للحل.
نقلت وكالة “فرنس برس” عن مصدران من المعارضة السورية، أن دي ميستورا قدم وثيقة إلى وفد المعارضة، تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني، يتم تكليفهم بتمهيد الطريق أمام إعداد دستور جديد.
وتنص الوثيقة على “آلية تشاورية” تعمل على “رؤى قانونية محددة وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت أَثْناء عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه”.
إلا أن المتحدث باسم الهيئة العليا للانتخابات “منذر ماخوس” قال: في تعليق على الوثيقة المقترحة ” إنه لدينا تحفظات كثيرة حول الوثيقة وهي لا تزال قيد الدراسة” مضيفا “لا تزال قيد النقاش هذه الورقة كانت مفاجئة لم تكن مدرجة أصلا”.
وفي سياق متصل، أشار المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات “سالم المسلط”، أن اللقاءات التي تمت يوم أمس مع السيد “دي مستورا” ناقشت موضوعيين مهمين هما دستور سويا ومسألة الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام.
وأوضح قائلا: “ركزنا على موضوع الأفراج عن المعتقلين وركز المبعوث الخاص على مسألة الدستور”، الذي يشكل واحد من السلل الأربع التي تم التوافق عليها من قبل النظام ووفد المعارضة، والتي اقترحتها الأمم المتحدة في وقوت سابق من الجولة الرابعة.
وفي نفس السياق، رحبت روسيا باقتراح الأمم المتحدة، حول إعداد وثيقة لمشروع دستور جديد في سورية، فصرحت وزارة الخارجية الروسية بأن المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا بشأن إنشاء آلية تشاورية حول صياغة “دستور سوري جديد” هي خطوة صحيحة، مؤكدة أن روسيا متمسكة باقتراحها الخاص بإصدار قرار دولي دعماً لمشروع مناطق “تخفيف التوتر” في سورية، وجاء هذا على لسان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الحاضر في مفاوضات “جنيف 6” حول سورية “بأن المسائل المتعلقة بالدستور تعتبر موضوعاً يسمح لنا بالتعويل على دفع العملية السياسية إلى الأمام”.
وأكد “غاتيلوف” أن هذا المقترح لا يؤثر على السلال الأربع قائلاً: “إن استحداث مثل هذه الآلية، لا يتعارض مع استمرار المناقشات حول “السلال الأربع” المتفق عليها لجدول أعمال المحادثات في جنيف”، مضيفاً أن موضوع “السلال الأربع سيبقى محورياً”.
وأشار “غاتيلوف” في حديثه أن، روسيا لا تعتمد على أي سلة سوف يتم مناقشتها أولا قائلا: “كنا نقول دائماً إننا نولي اهتماماً أولياً لمسائل محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى موضوع الدستور، لكن إذا أردنا تحقيق تقدم إلى الأمام، فعلينا أن نبدأ من شيء ما”.
وكان وفد الهيئة العليا للمفاوضات، قد جدد مطالبه بجولات تفاوض مباشرة مع النظام ضمن أروقة الأمم المتحدة، في مسعى منها تحقيق اختراق في المفاوضات، وقال إذا أبدى الطرف الأخر حرصه على حياة السوريين، فإننا جاهزون لأن نجلس على طاولة واحدة، ونبحث كافة المواضيع، نريد حل ينهي هذا الكارثة في سوريا، ومن المتوقع أن يلتقي أعضاء وفد المعارضة اليوم الأربعاء بنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، وفق مصادر إعلامية بعد وصوله أمس إلى جنيف والتقائه بوفد النظام.
المركز الصحفي السوري – مخلص الأحمد