في موازاة ذلك، كانت مصادر محلية في ريف حلب قد أكدت، أن “قوات سورية الديمقراطية” بسطت نفوذها على قرى قرط كبير وقرط صغير والشيخ ناصر، وتقع إلى الشرق من مناطق تقدّم “درع الفرات” الجديدة. واتهم العزي تنظيم “داعش” بـ”بتسليم قرى قرط صغير وقرط كبير والشيخ ناصر لقوات سورية الديمقراطية، وذلك قبل وصول الجيش السوري الحر إليها”، متوعداً في الوقت ذاته بأن “الجيش الحر سيتخذ الإجراءات الكفيلة باستعادة تلك القرى من المليشيات الانفصالية”. وتقع كل هذه القرى التي فقدها “داعش” خلال الساعات الأخيرة، إلى الشمال الشرقي من مدينة الباب، بنحو 15 كيلومتراً فقط. وتترامى على طول هذه المسافة وعرضها، العشرات من القرى الصغيرة والمتوسطة، الخاضعة للتنظيم حالياً، وتعمل فصائل “درع الفرات” لبسط نفوذها فيها، قبل الشروع في فتح معركة مدينة الباب.
ولكن “قوات سورية الديمقراطية” بدورها، تحاول بالتزامن مع ذلك، بسط نفوذها على ما أمكن من قرى كانت خاضعة لـ”داعش” في ريف حلب الشرقي، وقد سيطرت أمس على ثلاث قرى غربي منبج، وباتت على بعد كيلومترات قليلة من مناطق سيطرة “درع الفرات”، كما بسطت نفوذها قبل ذلك، على قرى أخرى غربي بلدة تل رفعت، شمال غرب مدينة الباب. كما أن قوات النظام السوري استثمرت حالة التشظي التي أصيب بها مسلحو “داعش” في الأسابيع القليلة الماضية، في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، وبسطت نفوذها على نقاطٍ وقرى كانت خاضعة للتنظيم، أبرزها مدرسة المشاة، والتي فقدتها المعارضة السورية قبل نحو سنة إثر معارك مع التنظيم.
وعلى الرغم من أن مناطق النفوذ في ريف حلب الشمالي الشرقي، تبدو معقدة نسبياً، في ظل وجود نفوذٍ هناك لـ”سورية الديمقراطية” و”داعش” و”الجيش السوري الحر”، إضافة لقوات النظام ومليشيات مساندة له، فإن معطيات الأشهر الثلاث الماضية في تلك المناطق، تشير إلى تفوقٍ ملموس لفصائل “درع الفرات”، والتي بسطت نفوذها خلال ثمانية أسابيع، على مسافة تقدر بنحو 90 كيلومتراً على طول الحدود السورية التركية، وبعمقٍ يبلغ وسطياً ما بين 15 و20 كيلومتراً، وتقول إنها ماضية في معاركها إلى حين طرد “داعش” من مدينة الباب، أهم معاقل التنظيم في ريف حلب الشرقي.
في موازاة ذلك، واصل طيران النظام الحربي، أمس السبت، شنّ غاراته في مناطق مختلفة تسيطر عليها المعارضة السورية شمال ووسط وجنوبي البلاد، موقعاً المزيد من الضحايا المدنيين. ففي وسط البلاد، قال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، لـ”العربي الجديد”، إن “جرحى مدنيين سقطوا جراء قصف مدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، تزامناً مع استهداف حي الوعر المحاصر في مدينة حمص بمدافع مضادات الطيران الأرضية”.
أما في محافظة إدلب، فقد أعلنت مديرية الدفاع المدني عن مقتل طفل وجرح ستة مدنيين بينهم طفل وثلاث نساء، جراء سبع غارات شنها الطيران الحربي التابع للنظام على مدينة بنش، كما أصيب مدنيون بجراح وحروق جراء قصف جوي على بلدة حزارين، في حين طاول قصف مماثل مدينتي كفرتخاريم وتفتناز في ريف إدلب الشمالي. كما أفاد الدفاع المدني في ريف دمشق، عن سقوط جرحى جميعهم نساء وأطفال، نتيجة قصف بأربع غارات من طيران النظام، على بلدتي أوتايا والنشابية في غوطة دمشق الشرقية، فيما سقط جرحى آخرون بهجماتٍ جوية مماثلة، استهدفت بلدة عربين.