كشفت مصادر مقربة من الإصلاحيين الإيرانيين أن الجمهورية الإسلامية تدرس خياراتها للرد على سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضدها.
وتنص هذه الخيارات، على إعطاء امتيازات في قطاع الطاقة، خاصة النفط والغاز وإنشاء قواعد عسكرية مشتركة روسية إيرانية في الخليج العربي، مقابل التزام موسكو بالدفاع عن النظام الإيراني في حال تعرضه لأي تهديد، فضلاً على العمل على تصعيد الموقف بين حزب الله اللبناني والفلسطينيين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى لشلّ إدارة ترامب في الشرق الأوسط واستنزافها.
جاء ذلك فيما أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أنه تم التوافق مع الجانب الروسي حول زيارة حسن روحاني لموسكو.
وأكد رئيس مجلس النواب الإيراني، علي لاريجاني، أن إيران تتجه إلى إنشاء حلف استراتيجي مع روسيا، وأن هناك تغييرات جادّة تحصل على مستوى القضية الفلسطينية. وكشف موقع «آمد نيوز» التابع للإصلاحيين الإيرانيين، نقلاً عن مصادر واسعة الإطلاع، أن النظام الإيراني يدرس الخيارات المتاحة لمجابهة تهديدات دونالد ترامب، ألا وأهمها عقد معاهدة الدفاع المشترك مع روسيا.
وأضاف أن «من الخيارات التي تم مناقشتها، هو تدشين مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية الجديدة وتطبيع العلاقات مع واشنطن وإعادة فتح سفارتي البلدين، لكن صُنّاع القرار الإيرانيين عارضوا تلك المبادرة تحت ظل إدارة ترامب».
وأوضح أن «القادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين عرضوا حُزمة من المقترحات على المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، حول تفاصيل الصفقة الاستراتيجية مع روسيا، للموافقة عليها. ومن أهم تلك المقترحات إعطاء امتيازات اقتصادية كبيرة للروس لتطوير واستحصال النفط والغاز في إقليم الأحواز جنوبي البلاد، مضيفاً أن أرباح الجانب الروسي من تلك الامتيازات النفطية تقدربـ 50 مليار دولار».
وحسب الموقع، فإن «الجزئية الأخرى للمقترح الاستراتيجي الإيراني هي أن طهران توافق على إعطاء الجيش الروسي قواعد عسكرية في مياه الخليج العربي، حتى تتمكن روسيا من الدفاع عن إيران مقابل أي هجوم محتمل للقوات البحرية الأمريكية، فضلاً على أن طهران تسمح للروس باستخدم موانئها في جنوب البلاد وعلى شواطئ الخليج العربي وبحر عُمان لتصدير واستيراد البضائع من وإلى روسيا».
وبهدف حرف الأنظار والتركيز عن إيران والصفقة المتوقعة مع روسيا، اقترح القادة الإيرانيون على خامنئي أن يتم العمل على إحداث تصعيد جديد بين حزب الله» اللبناني والفلسطينيين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. ونصح هؤلاء باستمرار هذا التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين لفترات أطول بحيث يستنزف الإدارة الأمريكية في موضوع الشرق الأوسط ويشلّ سياستها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ويسلب منه فرصة التقابل مع إيران.
وأشار الموقع الإصلاحي إلى مقابلة أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، مع القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الإيراني، قبل يومين الذي أكد خلالها على ضرورة الاستعداد لحرب جديدة مع الكيان الصهيوني، مضيفاً أن المسؤولين الإيرانيين اقترحوا عقد مؤتمر «نصرة فلسطين» بحضور المرشد الأعلى، وأن التحضيرات لعقد هذا المؤتمر قد بدأت فعلياً في طهران.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس النواب الإيراني، علي لاريجاني، أن طهران تتجه إلى إنشاء حلف استراتيجي مع موسكو في المنطقة، وأن هناك تغييرات جادّة تحصل على مستوى القضية الفلسطينية.
وحسب وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أشار علي لاريجاني إلى أنه لا توجد خلافات بين إيران وروسيا في سوريا، مشدداً على أن البلدين يسيران معاً في طريق استراتيجي، وأن طهران متجهة إلى إنشاء حلف استرتيجي مع موسكو.
وأكد أن إلغاء الاتفاق النووي سيعيد الأمور إلى المربعِ الأول، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي ليس اتفاقاً مع واشنطن وحدها بل مع عدة أطراف، وأنه من المبكر الحديث عن مصير الاتفاق النووي والأوروبيون ملتزمون به.
وأوضح أنه عندما تمّ الاتفاق النووي فصلت طهران بشكل واضح بين الملف النووي والبرنامج الصاروخي، وأن أسلحة إيران دفاعية، وأنه إذا حاول البعض أن يضغط على إيران فإنها مستعدة للرد. وقال لاريجاني إن هناك تغيرات جادة تحصل على مستوى القضية الفلسطينية، وإن علاقات إيران مع كافة الفصائل الفلسطينية هي علاقات استراتيجية، وإن هناك أطرافاً خارجية لا تريد الهدوء في المنطقة، متهماً إسرائيل وأمريكا بأنهما تسعيان للتأزيم.
كذلك، أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أن الرئيس حسن روحاني سيقوم بزيارة إلى موسكو قريباً، وذلك خلال استقباله النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي.
وأفادت وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، نقلاً عن الدائرة الإعلامية في مكتب الرئيس الإيراني، أن إسحاق جهانغيري أجرى مباحثات مع النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، إيغور شوفالوف، في طهران، وأنه أعرب عن أمله في أن تؤثر هذه الزيارة إيجابياً على العلاقات بين البلدين.
واعتبر تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا والتعاون الإقليمي والدّولي بأنه من الأولويات لدى الجمهورية الإسلامية، وقال «زيارة قريبة سيقوم بها الرئيس روحاني إلى موسكو، وآمل أن تؤدي الى التوصل إلى اتفاقيات جيدة للبلدين».
وشدّد على ضرورة أن تسعى اللجان المشتركة بين البلدين لأن تزيل العقبات في وجه تطوير العلاقات بين البلدين. وأعرب عن ارتياحة لنجاح المؤتمر الـ13 للجان التعاون بين البلدين، مؤكداً على ضرورة إنهاء بعض المسائل العالقة فيما يخص المشروع المشترك بين البلدين لإحداث معمل نووي للطاقة الكهربائية في بوشهر جنوب البلاد.
كما رحّب جهانغيري بحضور الشركات الروسية للاستثمار في مجال مشاريع النفط والغاز في إيران. ونوه إلى ترحيب الجمهورية الإسلامية بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أعضاء دول الاتحاد الأوراسي.
وقال إنه يجب بذل الجهود الكافية من أجل أن تكون زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو ناجحة، وأن تؤدي إلى توقيع اتفاقيات تنتج عنها منطقة تجارية حرّة بين ايران والاتحاد الأوراسي الاقتصادي.
وأعرب عن شكره من التعاون والدور الرّوسي المهم في محادثات دول أعضاء أوبك والذي نتج عنه زيادة في أسعار النفط الدولية، وأمل أن تستمر موسكو في موقفها البناء لكي يتم تنفيذ الاتفاق النووي بالشكل المطلوب.