كثّفت أنقرة وموسكو محادثاتهما من أجل تسوية الأزمة السورية، بعد لقاء الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان” في سان بطرسبورغ الثلاثاء. وأشارت أنقرة إلى توافق بين الجانبين في شأن وقف النار والحلّ السياسي، مستدركة أن هناك خلافاً حول مصير رأس النظام السوري “بشار الأسد” وكيفية إنجاز عملية الانتقال السياسي. واعتبرت أن “مستقبل نظام الأسد” بات “قضية ثانوية” بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان”، لم يغير موقفه من سوريا عموما، ومن مصير الرئيس الأسد على وجه الخصوص. وهو ما أعلنه مرتين عشية زيارته إلى روسيا عبر حوارين مختلفين مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، ووكالة أنباء “تاس” الروسية. ومع ذلك، فموسكو غير يائسة، وغير متشائمة، لأن تركيا ما قبل محاولة الانقلاب لم تعد تركيا بعدها، وإردوغان قبل المحاولة، لم يعد إردوغان قبلها. وبالتالي، فموسكو تعول على جملة من الأوراق والإجراءات والعوامل الاقتصادية والسياسية والأمنية. وربما تكون كل هذه الأمور هي التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ قرار بإرسال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 24 أغسطس الحالي إلى أنقرة.
ورأى وزير الخارجية التركي “جاويش أوغلو”، أن تركيا وروسيا تستطيعان أن تجدا أرضية مشتركة في شأن سورية، مضيفاً: «نتشابه في التفكير في ما يتعلّق بوقف النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حلّ سياسي»، ومستدركاً: «ربما نفكّر في شكل مختلف في ما يتعلّق بكيفية تنفيذ وقف النار. لا نريد أن تؤذي الهجمات المدنيين، ونعتقد بأن شنّ هجوم على المعارضة المعتدلة ليس مناسباً. ولا نجد حصار حلب مناسباً». وأعلن أن قمة بوتين- أردوغان نجحت في التوصل إلى اتفاق لإقامة آلية مشتركة لمحاولة إنجاز تسوية في سورية.
ولفت إلى أن القمة ركّزت على وقف الاشتباكات في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، وتحقيق مرحلة الانتقال السياسي، والحفاظ على وحدة التراب السوري. وأضاف أن أردوغان وبوتين قررا أن يشكّل كل طرف آلية ثلاثية تضمّ موظفين في الاستخبارات والجيش والسلك الديبلوماسي، تعملان معاً من أجل تسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى أن اللقاء الأول بين الآليتين سيُعقد اليوم. ولفت إلى “خلاف في الرأي بين الجانبين حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، ووقف الاشتباكات وحماية وحدة الأراضي السورية”.
#المركز_الصحفي_السوري_وكالات