تتأهب مكة المكرمة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، الذين انطبقت عليهم الشروط الصحية التي أقرتها الجهات المعنية، من المقيمين على الأراضي السعودية والمواطنين الذين دخلوا في تنفيذ إجراءات العزل المنزلي الذي يستغرق 7 أيام مطلع الأسبوع الحالي، والتي تأتي ضمن البروتوكولات الصحية الخاصة بموسم الحج لهذا العام 1441ه.
ويشكل الحجاج المقيمون ما نسبته 70%، فيما يشكّل السعوديون 30% غالبيتهم من القطاعين الطبي والعسكري. وحسب التنظيم المقرر لموسم هذا العام الاستثنائي، سيتوجه الحجاج من مختلف الجنسيات، بعد انتهاء مدة العزل، إلى مكة المكرمة لقضاء عدة أيام في أحد فنادق مكة، الذي تفقده أول من أمس، وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن، واطّلع على التجهيزات المعدة في المدخل المخصص لاستقبالهم، وقاعة الاستقبال والغرف المجهزة لسكنهم اعتباراً من الرابع من شهر ذو الحجة (السبت 25 يوليو – تموز) حتى الثامن من نفس الشهر (الأربعاء 29 يوليو).
وفي أثناء وجودهم في الفندق ستقدم لهم الرعاية الصحية والكشف عن أي عوارض لفيروس «كورونا»، بعد ذلك سيتوجه الحجاج بصحبة فرق طبية إلى مشعر عرفات، الذي خصصت فيه وزارة الحج والعمرة مخيماً لاستقبالهم والمكوث فيه حتى مغيب الشمس، فيما وضعت وزارة الحج مع الجهات المعنية خططاً وآليات لنقل الحجاج بشكل متباعد لتمكينهم من الوقوف على جبل «الرحمة» يوم التاسع من ذو الحجة (الخميس 30 يوليو)، وفق ضوابط صحية تضمن توافر اشتراط التباعد بين الحجاج.
ومع مغيب الشمس سينتقل الحجاج إلى مشعر مزدلفة، ومسجد المشعر الحرام، وفق مسارات محددة وتنظيمات نقل تخضع لاشتراطات السلامة الصحية.
وخصص في هذه المواقع ثلاث أماكن مساحة كل منها 40 قدماً مجهزة بأحدث طرق تقديم الطعام والوجبات للحجاج في مشعر مزدلفة.
وأكملت وزارة الحج والعمرة استعدادها في مشعر منى، بتجهيز أحد الأبراج المخصصة لسكن الحجاج، والتي تحتوي على ما يحتاج إليه الحجاج من تجهيزات في أثناء فترة إقامتهم. وتم تجهيز صالات الطعام وتقديم الخدمات التي ستمكّن الحجاج من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة مع تطبيق كل الإجراءات والاشتراطات الصحية للحفاظ على سلامتهم والقائمين على خدمتهم.
وتحسباً لدخول مخالفين إلى المشاعر المقدسة ستفرض قوات أمن الحج طوقاً أمنياً شاملاً على المشاعر المقدسة بحيث لن يُسمح إطلاقاً بدخول المشاعر المقدسة إلا لمن لديه تصريح نظامي صادر من الجهات المختصة ووفق الأعداد المحددة، كما سيكون هناك طوق على الحجاج في مواقعهم بالمشاعر المقدسة وكذلك على تنقلاتهم حفاظاً على سلامتهم والقائمين على خدمتهم، وستُفرض إجراءات رادعة لمن لا يلتزم بالتعليمات إذ ستُطبق بحقه العقوبات السابقة بالإضافة إلى العقوبة التي جرى إقرارها هذا العام المتمثلة في غرامة مالية تبلغ 10 آلاف ريال، وتتضاعف عند تكرار المخالفة.
وقال الدكتور بنتن إن جميع الاستعدادات متكاملة من خلال خطة تنفيذية شاملة من جميع الجهات الأمنية والصحية والخدمية، مشدداً على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير كل ما من شأنه تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام، لافتاً إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حريصة على إقامة شعيرة الحج، من خلال اتباع أعلى المعايير الصحية وأدق الإجراءات الاحترازية، حفاظاً على سلامة حجاج بيت الله الحرام، موضحاً أنه أعدت خطط استثنائية لتنفيذ حج 1441هـ، تتضمن توفير أفضل الخدمات الصحية، وأنسب خطط التفويج التي تطبق خلالها جميع الاشتراطات التي حددتها وزارة الصحة، التي ستنفَّذ بشكل متقن لحماية ضيوف الرحمن.
وأكد اللواء محمد الأحمدي مساعد قائد قوات أمن الحج لأمن المسجد الحرام، أن خطة أمن المسجد الحرام تقوم على أربعة محاور تتمثل في المحور التنظيمي علاوة على المحور الأمني الهادف إلى الحفاظ على أمن وسلامة قاصدي بيت الله، وكذلك المحور الإنساني، بالإضافة إلى المحور الصحي الذي تم التركيز عليه هذا العام حيث تم من خلاله وضع آلية تحدد طريقة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام.
وقال إنه «جرى تخصيص مسارات للحجاج من ساحتي المسجد الحرام الجنوبية والغربية كما تم تحديد مسارات في صحن المطاف وأدوار المسعى المتكررة تضمن بمشيئة الله تعالى تطبيق الاحترازات والتدابير الإجرائية حفاظاً على سلامة الحجاج». وشدد اللواء الأحمدي خلال المؤتمر الصحافي لقيادات أمن الحج لهذا العام الذي عُقد، اليوم، بمقر مركز العمليات الموحد بمكة المكرمة، على أنه لن يسمح بدخول أي شخص محرم إلى المسجد الحرام سوى الحجاج فقط القادمين بتصاريح رسمية. وأضاف أن شرطة العاصمة المقدسة تقوم بتأمين حراسات أمنية على المحاجر الصحية ومساكن الحجاج ودعم العديد من اللجان الأمنية المرتبطة بمهام إمارة منطقة مكة المكرمة، منها «لجنة مكافحة الظواهر السلبية، ولجنة إسكان الحجاج، ولجنة مكافحة السماسرة، ولجنة شكاوى الحجاج، ولجنة المفقودات، ولجنة المجازر»، لافتاً النظر إلى أنه تم تكليف البحث والتحري بنشر فرق على أرض المشاعر المقدسة لرصد جميع الملاحظات التي تمس أمن الحج، داعياً الجميع إلى أهمية التقيد بالتعليمات والتنظيمات المنظِّمة لموسم حج هذا العام الاستثنائي.
في سياق متصل يسلم الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة، اليوم (الأربعاء)، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، تمهيداً لاستبدال ثوب الكعبة المشرفة في التاسع من شهر ذي الحجة جرياً على العادة في كل عام.
وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك في أثناء فريضة الحج بعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، وإنزال كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدال الجديدة بها استعداداً لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى المبارك، اتباعاً لما قام به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول (صلى الله عليه وسلم) الكعبة بالثياب اليمانية في حجة الوداع.
نقلا عن الشرق الأوسط