حذر الشيخ الشيعي عباس حطيط من أن “نصر الله يسعى لهزيمة العالم، ولو حرق كل شيعة لبنان”، بحسب تعبيره، متهما الحزب باغتيال قائده العسكري مصطفى بدر الدين، لرفضه المشاركة في معارك حلب الأخيرة.
وانتقد حطيط، في مقال له على موقع “جنوبية”، الأحد، تناقض خطاب الحزب، الذي قال فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إن “الحزب صغير ومتواضع وليس في وارد أن يقوم بهذا المسعى الذي هو أكبر منه”، إلا أنه وبعد فترة وجيزة تم اتخاذ قرار الحرب من قيادة الحزب.
وأعلنت قيادة الحزب، وعلى رأسها نصر الله “الذي تم التمديد له 12 مرة حتى الآن”، بحسب تعبير حطيط، الذي قال حينها إنه تدخل “ليدافع عن قرى الشيعة والمقامات من العدوان التكفيري”، معتبرا أن هذا القرار كان عليه موافقة كبيرة في الشارع الشيعي اللبناني، إلا أن الأمر آل اليوم لأن يعلن نصر الله أنه يريد أن “يهزم العالم كله” في سوريا، وأنه سيقاتل “كل من يرفع السلاح في وجه الحكم السوري الحالي” ولو قتل كل شيعة لبنان، وذلك تحت شعار عجيب، وهو: “بكربلا الكل استشهد”.
واستنكر حطيط خطاب حزب الله، بقوله: “كأنه لا يوجد شيعة في العالم سوى شيعة لبنان وفقراء شيعة العراق وأفغانستان، حيث جعل نصر الله هؤلاء الفقراء كالمائة رجل الذين استشهدوا مع الإمام الحسين، متغافلا عمدا عن عشرات الملايين الشيعة الذين لطالما أعلنوا أنهم يملكون جيش العشرين مليون لتحرير القدس”، معتبرا أن نصر الله أدخل شيعة لبنان وحزبه في كل “المعارك التي تدور في كل سوريا، وفي مواجهة كل الذين قال عنهم في تلك المقابلة التلفزيونية إن حزب الله ليس حتى بمستوى القيام بمصالحة سياسية بينهم”.
وقال الشيخ الشيعي إن الهدف الآن لم يعد حماية المقامات الشيعية وتأسيس حزام أمني حول هذه الأماكن، بل هو “القتال حتى ضد من يحق لهم قتال من قتل أبنائهم بعدما باع الضباط الخونة من الجيش السوري المناطق التي تحت سلطتهم، لمعارضة داخلية أو أراذل أتوا من الخارج، فكان الرد بقتل المدنيين الذين لا يحل قتلهم، وتدمير بيوتهم، وبمشاركة الروسي الذي تتآمر كنيسته الشرقية مع الأمريكي وكنيسته الغربية ضد كل شيء اسمه محمد وبغض النظر عن مذاهب المحمديين”، بحسب تعبيره.
“معتدون على مظلومين”
وقال الشيخ إن هذا جعل الشيعة “معتدين على مظلومين، ولسنا في موقع المنتصر لفئة مظلومة، وكل ذلك يجري تحت شعارات سياسية ودينية وهمية وواهية لا واقع لها، كمواجهة المشروع السعودي التركي الأمريكي العالمي، الخ، مع أن أصحاب هذه الشعارات يحلمون ليل نهار فقط بأن تكلمهم تلك الدول التي يدعوننا لقتال مشروعها في سوريا”.
وضرب حطيط معركة حلب مثلا، مشيرا إلى أن “المجازر التي ترتكب بحق أطفال ونساء تلك المناطق وبغض النظر عن دين ومذهب هؤلاء الناس، فإن الدول الراعية لجميع القوى المتصارعة في حلب اليوم، تحاول أن تستجلب ما تستطيع من مصالح اقتصادية لشعوبها عبر مقاتلين، منا ومن غيرنا من الذين نقاتلهم هناك، وترمي كل دولة فتات طعامها للمتصارعين على أرض حلب”.
“فخ حلب”
واعتبر الكاتب أن الهدف من منع أي طرف بالانتصار في حلب هو استسلام الكل لمشروع “تقسيم سوريا الآتي لا محالة”، متسائلا عن سبب القتال في حلب “التي تبعد أكثر من 700 كلم عن لبنان، والتي ليس فيها أي مرقد لولي أو قرية شيعية مهددة من قبل التكفيريين باستثناء نبل والزهراء اللتين يمكن أن نجد لهما حلا مقابل سيل الدماء الجاري بتخطيط من الشيطان الأكبر في الغرب والصليب الروسي في الشرق”، بحسب قوله.
واتهم المعمم الشيعي حزب الله بقتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين، قائلا إن “قائدكم الكبير دفع قبل شهرين في سوريا حياته “ثمن وعيه وإدراكه لفخ حلب، وهو أراد أن ينجيكم من هذا الفخ كمسؤول حريص على جنده”، قائلا إنهم “عاجلوه برصاصتين غادرتين ما تزالان تحومان حول كل ذي قرار في قيادتكم الحالية يمكن أن تفكر بوقف التدخل في تلك الحرب العبثية في حلب وغيرها”، داعيا الشيعة لأن يكونوا أوفياء لدم القائد “الحريص” وألا يقتلوه مرة ثانية، بحسب تعبيره.
وقال الشيخ إنه “رغم المخاطر الكبيرة التي ستسببها هذه الرسالة التي لم أتحدث فيها إلا بما يوجبه علي ديني وعقلي ترميزا كي تعرفوا ما الذي ينتظرنا في آتي الأيام من أهوال دلتنا عليها سنن التاريخ وروايات الصادقين، إلا أن هذه المخاطر لا تساوي شيئا مقابل ما سنتعرض له لاحقا كطائفة من ثارات كبرى لضحايا كثر سقطوا بغير حق في حرب باتت عبثية لخدمة مشاريع سلاطين الأرض، ولا تساوي هذه المخاطر شيئا مقابل نجاتنا من فتنة ستجعلكم وتجعلنا في صفوف الظالمين في الدنيا والآخرة”، بحسب قوله.
ودعا حطيط لعدم الاستماع والسماح “لقادة جبناء” بالسيطرة على عقول الشيعة اللبنانيين، وأن يسمحوا لضيق عيش أن “يجعلكم من الظالمين الذين ما حملنا السلاح إلا لقتالهم أين ما كانوا”.
عربي 21