ترك برس
قال الكاتب والباحث السياسي محمد زاهد غول إن تركيا وروسيا تقومان في هذه المرحلة بعمل متميز، مبينا أن الفصائل السورية المسلحة اجتمعت في أنقرة لأول مرة بطلب روسي وتحت الرعاية التركية.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “ما وراء الخبر” على قناة الجزيرة القطرية، والذي ناقش ملامح المقترحات التي يدور الحديث حول تقديمها أساساً لتسوية سياسية محتملة للأزمة السورية، ومدى جدية التصريحات والتحركات الراهنة بشأن السعي لإنجاز تسوية سياسية محتملة.
وأوضح غول أن الأمور تقدمت بين الفصائل السورية المسلحة وروسيا، لكن دون الوصول إلى مستوى تسوية أو حتى تفاهمات، حسبما أوردت الجزيرة نت.
وأشار غول إلى أن فصائل المعارضة السورية توافقت في تركيا خلال لقائها مع الجانب الروسي على خروج مقاتلي فتح الشام (جبهة النصرة) الذين لا يتجاوز عددهم ثلاثمئة عنصر من حلب.
لكن مقابل ذلك -تساءل غول- هل يمكن لروسيا إقناع النظام وإيران بإنهاء الاعتداءات على مناطق المعارضة؟ مضيفا “إذا استطاعت فعل ذلك فسنتحدث عن نجاح روسي في إحلال تسوية في حلب”.
بدوره، قال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات، إن ثمة محاولة للتسوية في سوريا تقودها روسيا، وذلك بما ينسجم مع قناعتها الدائمة بأنها وإن كانت قادرة على الحسم الميداني فإنها لن تستطيع القضاء على الثورة.
إن الدور التاريخي لروسيا يجعل من غير المستغرب أن تأتي المبادرة منها، مضيفا أن هناك نقاطا عديدة تقرأ؛ ومنها أن نظام الأسد هو آخر من يتم الحديث معه بخصوص الأزمة السورية.
ولاحظ فريحات أن الحوار روسي إيراني أوروبي تركي، وأنه جرى -في المرحلة الأولى منه- استثناء نظام الأسد والولايات المتحدة، لافتا إلى أن موسكو أدركت أن بإمكانها حسم معركة حلب ولكن ماذا بعد ذلك؟
وشدّد على أن روسيا تفكر سياسيا بشكل صحيح، لكن تخطئ في التطبيق، إذ مع يقينها أنه لا بد من مسار سياسي فإنها لم تنخرط في التفاهم مع المعارضة السورية لإنضاج حل سياسي، كما أنها لا تضغط بالشكل الكافي على الطرف الآخر المتمثل في النظام وإيران.
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي ليونيد سوكيانين، إن روسيا ترى أن الآفاق المستقبلية أصبحت أكثر تفاؤلا بإيجاد حل سلمي، خاصة أن ذلك ينسجم مع الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد الدفع بمحاولات إيجاد حل سياسي، وعلى وجه التحديد إيران وتركيا والاتحاد الأوروبي.
الضغط على إيران بحسب ليونيد سوكيانين ممكن، ولروسيا “كلمة مسموعة” لدى طهران، لكن في النهاية فإن روسيا تنطلق من مصالحها السياسية والقومية، وهي تنتظر في المقابل الضغط على اللاعبين الآخرين في سوريا.