، وكان الحي ساحة للمظاهرات الكبرى التي نظمها أهالي الريف الدمشقي في مطلع الثورة السورية، ثم تحول إلى جبهة قتال مشتعلة.
الموقع
يقع حي جوبر شمال شرقي دمشق على بعد سبعة كيلومترات من القصر الجمهوري الرئاسي، وهو من أقرب الأحياء إلى ساحة العباسيين بدمشق، وملاصق لمنطقة الزبلطاني القريبة من أحياء باب توما والقصاع. وتبلغ مساحته كيلومترين وثمانمئة وستين مترا.
السكان
طبقا لإحصائية رسمية صدرت عام 2008؛ فإن عدد سكان حي جوبر بلغ آنذاك حوالي ثلاثمئة ألف نسمة معظمهم من المسلمين. لكن بعد اندلاع الثورة السورية 2011 قتل أكثر من ألف شخص في الحي نتيجة المعارك بين فصائل المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، واضطر الآلاف من أهله للمغادرة، ولا يقطنه الآن إلا نحو خمسمئة عائلة يرزحون تحت وطأة القصف المستمر والحصار الخانق.
الاقتصاد
كان حي جوبر سوقا حيويا لكثرة المحلات التجارية فيه وتنوعها، واشتهر بصناعات حرفية عديدة منها النقش على النحاس والنجارة بكافة أنوعها وتجارة الأخشاب، ومعامل تلبيس الذهب والفضة، ومعامل الألبسة التي كان أشهرها محال تصنيع العباءات والمعاطف النسائية الطويلة (المانطوهات)، ومن أشهر أسواقها “سوق المانطو”.
تاريخ
يعتبر حي جوبر المكان الثاني لليهود في دمشق وفق ما قاله مؤرخون، إذ يوجد وسطه أقدم كنيس يهودي في العالم يحتوي على أقدم نسخة توراة معروفة، إضافة إلى وجود “إلياهو هاناباي” وهو كنيس مقدس ليس عند اليهود فحسب بل أيضا عند بعض المسلمين لاعتقادهم بوجود مقام “النبي الخضر” فيه، كما أنه مقدس عند المسيحيين لوجود قبر النبي إلياس فيه، حسب اعتقادهم.
ويوجد في حي جوبر حمام عام يسمى “الحمام القديم” ويعود تاريخ بنائه إلى العهد التركي قبل نحو 650 سنة، كما يضم العديد من المساجد والمقامات أشهرها مسجد جوبر الكبير الذي بجانبه “مقام” الأصمعي عالم اللغة العربي المشهور، ومسجد الصحابي الجليل حرملة بن الوليد (أخو خالد بن الوليد)، وجامع العمادية الذي يعد من أقدم مساجد الحي.
وعندما انطلقت شرارة الثورة السورية كان حي جوبر أحد الأحياء الأولى التي احتضنت مظاهرات الريف الدمشقي في نهاية أغسطس/آب 2011، وقد هتف المتظاهرون يومها بإسقاط النظام أثناء توجههم إلى ساحة الأمويين، لكن سرعان ما قابلهم رجال الأمن بإطلاق النار والغازات المدمعة مما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.
سيطرت المعارضة لاحقا على الحي في منتصف 2013، وتحول بعد ذلك إلى ساحة جبهة تمتد على القسم الأهم من الطريق الدائري الجنوبي باعتباره إحدى الجبهات المتقدمة باتجاه العاصمة، كما قصفت قوات النظام الحي بالغازات السامة عدة مرات فقضى خلالها العشرات نحبهم بالاختناق.
يصعد النظام قصفه الجوي والمدفعي يوميا على حي جوبر بكافة أنواع الأسلحة، في حملة عسكرية مكثفة استخدم فيها صواريخ “الفيل” و”الزلزال” والقنابل الفراغية والعنقودية وغيرها، ليمنع أي تقدم لقوات المعارضة في سبيل تأمين العاصمة وليتمكن من فرض طوق حصار جديد على الغوطة الشرقية.
وتسيطر قوات النظام على “برج 8 آذار” الذي يعتلي قمة موازية لساحات القتال، حيث يتمركز عليه القناصون لرصد المنطقة بأكملها.
وتصل نسبة الدمار في حي جوبر إلى 80%، بدءا من تدمير أسواقه ومبانيه وليس انتهاء بمساجده ومدارسه. وقد أصبح منطقة مهجورة ومنكوبة يصعب على أهلها تأمين قوتهم إلا من خلال بعض السلات الغذائية التي توفرها لهم كتائب المعارضة المسلحة.
الجزيرة