وقف لإطلاق النار قام به النظام و كتائب الثوار في أحياء مدينة حمص المحاصرة في أوائل شهر أيار/مايو عام 2014 بعد أكثر من عامين من قيام النظام بفرض طوق أمني على تلك الأحياء، ليعقبه خروج بعض من عناصر الثوار لمناطق الريف الشمالي في المحافظة في اليوم الخامس و العشرون من الشهر ذاته ليبقى البعض الآخر داخل حي الوعر رافضين الخروج من مدينتهم، فيفرض النظام حصار خانق على الحي يعد حي الوعر المنطقة الوحيدة داخل مدينة حمص التي لا يزال الثوار يسيطرون عليها على الرغم من قيام النظام بعدة محاولات لاقتحام الحي، و التي باءت جميعها بالفشل .
ويعاني السكان داخل حي الوعر أوضاعاً إنسانية صعبة جداً، حيث يمنع النظام المنظمات الإنسانية و المواطنين من إدخال السلل الغذائية و المستلزمات الطبية إلى داخل الحي، الأمر الذي أدى لشح كبير في المستلزمات الحياتية وسط قصف على الحي.
ففي ظل هذا الحصار والقصف أطلق بعض الناشطين في حمص حملة في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر أسموها “وعرنا يحترق” في نية من الناشطين لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي من أجل تخليصهم من القصف اليومي الذي تقوم به عناصر النظام على الحي، و الذي يؤدي إلى سقوط الكثير من الشهداء و الجرحى و تدمير في منازل المدنيين.
لكن بعد فشل النظام في اقتحام الحي على مدى أكثر من عامين على محاصرته، عمد إلى عقد هدنة بينه و بين عناصر الثوار في الحي في منتصف شهر كانون الأول/يناير عام 2015، حيث واجهت الهدنة استياءً من قبل المؤيدين للنظام، الذين اعتبروا أن تلك الهدنة التي قام بها النظام هي عبارة عن فشل منه في اقتحام الحي.
لم تلبث الهدنة أن اصبحت سارية المفعول حتى قامت عناصر النظام المحاصرة للحي بقصف الحي بقذيفتي هاون، و ذلك عندما بدأت المنظمات الإنسانية بإدخال المساعدات الغذائية و الدوائية للحي لتزيد من وطأة المعاناة في الحي.
في حين قامت منظمة الأمم المتحدة بإرسال وفد إلى داخل الحي في أواخر شهر آب/اغسطس من هذا العام، ليطّلع على الأوضاع الإنسانية للأهالي داخل الحي لم يزد هذا الوفد الأممي وضع الأهالي داخل الحي سوى من معاناتهم لتعود منظمة الأمم المتحدة بإرسال وفد آخر إلى الحي في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، ليخرج الوفد من الحي كما دخله دون القيام بأي إجراءات تساعد في تخفيف القصف عن الأهالي داخل الحي.
يقطن حي الوعر أكثر من 150 ألف مواطن بالإضافة لإيوائه الكثير من النازحين، و قد بلغ عدد شهداء الحي منذ بداية الثورة في سورية أكثر من 700 شهيد و مئات الجرحى حسب إحصائيات ناشطين من داخل الحي، لتستمر أصوات اهالي الحي بمناشدة العالم للتدخل و فك الحصار عنهم ليبقى السؤال إلى متى ستستمر معاناة المواطنين في المناطق القابعة تحت الحصار؟
المركز الصحفي السوري – مصطفى العباس