الوعر من أوائل الأحياء التي انتفضت في مدينة حمص بمظاهراتها السلمية استجابة للحراك الثوري، ويتميز حي الوعر الواقع غربي حمص بخصوصية أنه محاط بمعظم المنشآت العسكرية ومنها مشفى الوعر العسكري والكلية الحربية وكلية الشؤون الفنية وفرع الأمن الجنائي ووجود مجمع المزرعة ذو الغالبية الشيعية كل ذلك فرض على الحي التضييق والحصار.
عدة جلسات واجتماعات ومشاورات بين ممثلين عن أهالي الحي وممثلين عن النظام أكثرها تكللت بالفشل قبل بدء مسلسل التهجير القسري وخروج داريا ومعظم بلدات ريف دمشق، كان يتعرض الحي للقصف من فترة إلى أخرى وتم تهجير دفعة باتجاه الشمال السوري ونص الاتفاق على خروج العسكريين على دفعات مقابل فك الحصار عن الحي وكشف مصير 7500 من المعتقلين لدى قوات النظام لكن النظام كعادته اخل الاتفاق
جلسة مفاوضات برعاية روسية تقضي بخروج كل من يرفض التسوية مع النظام باتجاه الريف الشمالي لحمص وادلب ومنطقة جرابلس أكثر من عشر دفعات توزعت على المناطق الثلاث خرج أكثر من 20 ألفا بين مقاتلين ومدنيين وأطفال ونساء تاركين خلفهم أملاكهم ومنازلهم وذكرياتهم متمنين العودة في أقرب وقت إلى حيهم.
وبذلك يكون آخر معاقل الثورة في مدينة حمص خالي ويصبح تحت سيطرة النظام لتدخل قواته بمدرعاتها معلنة السيطرة بعد مئات الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الحي على أمل أن يبقوا فيه مستمرين بثورتهم ضد الظلم والطغيان.
لكن مسلسل التهجير القسري الذي ينتهجه النظام مع حليفه الروسي امتدادا لسياسة التتار والمغول التي اتبعوها في العراق سابقا لإفراغ أي منطقة من سكانها الأصليين.
حي الوعر الحمصي ينضم إلى خريطة التهجير ليجلسوا في جرابلس وادلب وريف حمص الشمالي في ظروف معيشية لم يرغبوا فيها تم تهجيرهم واتفاقية تخفيض حدة التوتر سارية المفعول، السؤال الذي يطرح نفسه التهجير القسري ماذا يخفي في طياته للمستقبل هل سوف يعود المهجرين إلى بلادهم أم هو بداية التقسيم وجمع معارضي النظام في مناطق محددة؟ يتساءل اهالي حي الوعر هل سيقرؤون الفاتحة على قبور شهدائهم أم أنهم خرجوا مثل ماخرج الفلسطيون من ديارهم هل هذا سقف مطالب ثورتهم هو التهجير بالحافلات الخضراء نحو المجهول.؟
محمد العلي – حدث العدد