حوار مع قيادي الجيش السوري الحر
السيد عبد الجبار العكيدي حول آخر المستجدات على الأرض السورية
دعني أرحب بك سيد عبد الجبار.
١_ بداية دعني أبدأ من ما صرح به قائد جبهة النصرة(الجولاني)في حوار خاص أجراه، وفي الجزء الذي علق به على دوركم وتهميش فاعليته، في سوريا، وعن تفرق فصائل الجيش الحر وتشرذمهم والذي أثار حفيظة الكثيرين من القيادات في الجيش الحر وأيضا الكثير من الشعب السوري الذي استنكر هذا التعليق؛ برأيك ما المقصود من تعليقه وأسلوبه ؟،وكيف تحلله ؟وهل يمكن أن يأخذ البعض كلامه بموضوعية من ناحية تعدد الفصائل وعملها منفصلة عن بعضها البعض؟
– لا احد يستطيع انكار او تجاهل الجيش الحر فلولا فضل الله ثم الانشقاقات التي حصلت في جيش النظام من ضباط وصف ضباط وعناصر من ابناء هذا الوطن الشرفاء الذي اختاروا ان يقفوا مع شعبهم واهلهم وحملوا السلاح بوجه طاغية الشام ، لولا ذلك لما استمرت الثورة .
الجيش الحر الذي التف حوله الناس وايدوه كان قبل ان تكون جبهة النصرة وغيرها من الفصائل .
الجيش الحر الذي حرر اكبر الثكنات العسكرية ودحر النظام وطرده من اغلب المناطق قبل ان نسمع بشيء اسمه جبهة النصرة .
الجيش الحر حرر اكثر من ٩٥٪ من ريف حلب واكثر من ٦٥٪ من مدينة حلب وحرر مدرسة المشاة والفوج ٤٦ والفوج ١١١ واللواء ١٣٥ ومعبر باب الهوى وباب السلامة وكلها تحررت بقيادة ضباط منشقين .
رحم الله شهداء الجيش الحر ( العقيد محمد رزوق – النقيب مصطفى عبد الرزاق – النقيب احمد الفج – النقيب رفعت خليل – العقيد ابو الفرات ) والقائمة تطول .
مع عدم نكران التضحيات الكبيرة لأبنائنا من مقاتلي جبهة النصرة واحرار الشام وغيرهم من بقية الفصائل جزاهم الله كل خير .
٢-بالعودة لاجتماع الرياض، برأيكم ما مدى فاعلية هكذا مؤتمرات على الأرض السورية، خاصة أن الأمور السياسية لا تفرض رأيها على ما يجري في سورية، ولايؤثر أيضا في الهجمات على المدنيين من قبل روسيا وجيش الأسد؟
– مؤتمر الرياض خطوة ايجابية من اشقائنا في المملكة العربية السعودية وهو لا يحقق بالتأكيد كل ما نصبو اليه ولكنه بالمجمل جيد ويقطع الطريق على المحتل الروسي والايراني . وسحب الذريعة لدى الغرب والروس بانه لا يوجد وفد معارضة موحد .
٣- نبقى في مؤتمر الرياض ومشاركة بعض فصائل الجيش الحر به، لماذا هناك فصائل علقت مشاركتها مثل جيش الإسلام، ولماذا لم تكون الفصائل مشاركة براية موحدة بناطق رسمي واحد، ألا ينبغي أن يكون هناك انتداب لجهة واحدة تنطق باسم الجيش الحر ككل؟ وألا يعتبر هذا من باب ضعف اتحاد الجيش الحر؟
– لم يعلق احد مشاركته وغالبية الفصائل أصدرت بيانات تأييد لمؤتمر الرياض ،اما موضوع الراية فكلنا يعلم ان فصائل الجيش ليست موحدة وليس لها قيادة واحدة ،بالتأكيد هذا ليس شيء جيد ولا يَصْب في مصلحة الثورة ونسأل الله ان تستطيع هذه الفصائل ان تنضوي تحت قيادة واحدة وعلم الثورة .
٤-ما مدى فاعلية الجيش الحر في سوريا بعد أربع سنوات من الحرب الدائرة، خاصة بعد تشتت قوى الجيش في معارك كثيرة على مدى سنوات مع جهات عديدة وليس مع النظام، برأيك هل هذا يصب في مصلحة الثورة التي قام الجيش الحر لأجلها؟
– الجيش الحر فاعل جداً على كل الجبهات على مساحة القطر ويحقق انتصارات كبيرة على كل الجبهات ومن يتابع الصمود الأسطوري للجيش الحر في وجه اعتى واقوى الأسلحة وتدخل روسيا بكل قوتها وأحدث طائراتها في ريف حلب الجنوبي وفي ريف حماة وريف اللاذقية وفي الجنوب ، كل هذا يدل على الفاعلية الكبيرة للجيش الحر .
٥-ما هي الخطوات التي يتخذها الجيش الحر في ظل الهجمات الشرسة التي تقوم بها روسيا إلى جانب الأسد، وهل هناك برأيك حل قريب في الأفق،يغير الدفة ويريح الشعب السوري؟
–الجيش الحر بالاشتراك مع الإخوة من بقية الفصائل يسطر اروع الملاحم البطولية على كل الجبهات ضد الميليشيات الإيرانية وحزب الله والميليشيا العراقية والافغانية والباكستانية التي تحاول التقدم تحت غطاء من الطيران الروسي الذي يتبع سياسة الارض المحروقة ويتصدون لهم ويكبدونهم خسائر فادحة بالعتاد والارواح واكبر مثال مقتل اكثر من أربعين ضابط من الإيرانيين بينهم ضباط رفيعي المستوى أمثال الهمزاني وسليماني .
اما موضوع الحل يحدده صمود الأبطال على الارض والنصر صبر ساعة .
٦-هل تعولون كما أسلفنا بالذكر على المؤتمرات العربية والعالمية التي تخص الشأن السوري، وهل تعتقد أن الشعب السوري يلقي بالا لكل الأراء والاجتماعات الدولية؟خاصة بأنه يشعر بأنه المستهدف الوحيد والخاسر الأكبر لكل الأخذ والرد السياسي الغير مثمر؟
– نحن لا نعول على المجتمع الدولي المتخاذل الذي منذ خمس سنوات وهو يتفرج على النظام المجرم كيف يقتل الشعب السوري بكافة انواع الأسلحة بما فيها الكيماوي ولم يتخذ اي اجراء ، نحن نعول على ابطالنا الصامدين على جبهات القتال بأنهم هم الذين سيغيرون المعادلة ويجبرون المجتمع الدولي على الاعتراف بحق الشعب السوري بنيل حريته وتغير نظام الحكم الدكتاتوري المجرم وإقامة دولة العدل والمساواة،
كل هذا لا يمكنه ان يكون مترافقاً مع الحل السياسي الذي يحقق للشعب السوري ما يريد ويحقق كل أهداف الثورة المباركة .
٧-برأيكم لماذا تأخر الحل السوري، وهل تعتبرون أن هناك مؤامرة فعلا ضد توحيد القرار جيشا وسياسة، وأن الحل سيكون خارجيا، أم أن السبب هو التفرق وتعدد القوى المتحاربة على الأرض ونسيان التوجه الأساسي للجميع وهو محاربة التظام وترك جميع الخلافات خارج هذا النطاق جانبا؟
– تأخر الحل في سوريا لان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية لم يجدوا البديل لنظام بشار الأسد الذي يتعهد بحماية اسرائيل ويحقق مصالح استخبارات كل دول العالم على حساب الشعب السوري ،
أمريكا منذ خمس سنوات وحتى الان وبكل أسف لم تبحث عن شركاء او حلفاء في سوريا بل بحثت عن عملاء ولكن لم تجد ضالتها بين الثوار الفاعلين على الارض، وبالتالي فضلت الإبقاء على بشار الأسد وأوجدت تنظيم داعش حتى تقنع شعوبها والرأي العام بان بشار هو أفضل الخيارات
شكراا لكم سيد عبد الجبار على هذا الحوار.
المركز الصحفي السوري ـ زهرة محمد