مع حلول شهر رمضان ارتفعت أسعار الخضروات والمواد الغذائية في الشمال السوري، ما زاد من معاناة المدنيين في الشهر الكريم، وأدى إلى ضعف القدرة الشرائية لديهم بظل تدني الأجور العاملة وقلة فرص العمل.
تركت الأسعار المرتفعة في الشمال السوري جموداً في حركة البيع والشراء في الأسواق، وضعفاً في القوة الشرائية، حيث بات المواطن يكتفي بشراء بضع حبات من الخضار أو الفاكهة بدلاً من شراء أكثر من كيلو سابقاً.
وبفعل ذلك الارتفاع بدأ ناشطون في الشمال السوري اليوم الثلاثاء 5 نيسان/أبريل حملةً لمقاطعة الخضار وعدم شرائه، وذلك بهدف الضغط على التجار للتقليل من أسعار الخضروات والفواكه، ومن الممكن أن تشمل الحملة مواد غذائية أخرى، و تستمر الحملة التي انطلقت تحت وسم “خليها تخيس” لمدة ثلاثة أيام.
يقول “محمود العلي” أحد المشاركين في الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع: “أن الهدف من الحملة في المرتبة الأولى محاولة كسر أسعار الخضار والفواكه المرتفعة في محافظة إدلب والشمال السوري بشكل عام، وكسر احتكار التجار وجشعهم المستمر في رفع أسعار السلع الغذائية والخضروات في الشمال السوري”.
ويضيف العلي أن أسعار الخضروات شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في محافظة إدلب، وذلك الارتفاع سبب شللاً في الأسواق وزاد من معاناة المدنيين بشكل كبير، خاصةً الفئات العاملة في المياومة ممن يتقاضون أجراً لا يتجاوز الخمسين ليرة تركية في اليوم، وتلك الخمسين أصبحت لا تشتري كيلو بندورة وكيلو باذنجان واحد.
ما سبب ارتفاع أسعار الخضروات في إدلب؟
يؤكد تجار الخضروات في الشمال السوري عند سؤالهم عن سبب ارتفاع أسعارها أن موجةَ الصقيع والشتاء الذي كان شديداً في برودته أثرت بشكل كبير على مواسم الخضار، وأنها تسببت في تلف هكتارات كبيرة من الخضروات كالباذنجان والبندورة والكوسا.
كما يؤكد أبو محمد أحد المهجرين إلى مدينة إدلب أن أسعار الخضار في المدينة ارتفعت بشكل ملحوظ وفاقت في ارتفاعها عدة مناطق أخرى، وذلك لأسباب قال أن من أهمها منع الباعة المتجولين والبسطات من العمل في المدينة الأمر الذي ترك ارتفاعاً في أجور المحلات وانعدام المنافسة التجارية وبالتالي ارتفاع الأسعار، ومن المعروف أن الباعة المتجولين يبيعون بسعر أرخص من المحلات.
وتفرض حكومة الإنقاذ في إدلب ضرائب عديدة على الحركة التجارية وحركة النقل، ما يزيد في أسعار السلع، حيث تخضع البضائع في الشمال السوري لعدة ضرائب منها ما هو على المعابر بين ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، بالإضافة لمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
الجدير ذكره أن أسعار الخضار والفاكهة وفي أول أيام حملة المقاطعة شهدت اليوم انخفاضاً ملحوظاً إذ بلغ سعر كيلو الباذنجان في أسواق مدينة إدلب 25 ليرة تركية بدلاً عن 30 ليرة لسعر الكيلو أمس، وكيلو البندورة أصبح اليوم يباع ب 18 ليرة بدلاً من 23 ليرة في أسعار السوق أمس، في حين بلغ سعر كيلو الفليفلة 25 ليرة والخيار 17 ليرة تركية.
تقريرخبري/ إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع