أطلقت مؤسسة خيرية حملة إفطار لطلبة الجامعة بريف حلب، ضمن عدة مبادرات مماثلة لإفطار الأهالي والمتضررين من الحرب بالمخيمات، للتخفيف من معاناتهم وتوفير النفقات مع ارتفاع أسعار المواد بشكل غير مسبوق.
تستقطب الحملة الطلبة حتى نهاية الشهر
شهدت مبادرة إفطار طالب إقبالا من طلبة الكليات والأقسام الذين يعيشون بعيدا عن ذويهم لاستكمال تحصيلهم العلمي، منذ اليوم الأول من انطلاقتها بأحد المطاعم في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي منذ أيام برعاية مجموعة هذه حياتي التطوعية الخيرية.
يكمل يوسف محمد، طالب من ريف حماة الغربي، دراسته بجامعة المدينة بعيدا عن ذويه الذين يقطنون بأحد المخيمات القريبة من مدينة سرمدا بريف إدلب، ويتحدث عن المعاناة التي يعيشها الطلبة في شهر الصوم بخاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد والخضار بأسواق اعزاز.
كما يتكبد يوسف كل يوم نفقات إضافية لوجبة الإفطار على تواضعها مع زملائه مقارنة مع بقية الأيام دون رمضان التي تقتصر على البيض، مع مونة والدته فاطمة التي تؤمنها لها، معبرا بأن سعادته لا توصف بعد مبادرة إفطار طالب التي أعلن عنها مؤخراً من قبل جمعية خيرية بأحد مطاعم المدينة، فيتجهز كل يوم مع زملائه للذهاب للمطعم لتوفير نفقات دراسته التي زادت بشكل مضاعف في فرع جامعته.
استجابة لظروف الطلبة
يتم استقبال أكثر من ١٠٠ طالب يوميا على موائد الإفطار وفق أحد المسؤولين عن الحملة، وليد، مع تنوعها من موائد كبسة مع دجاج و مندي بالفروج و أرمان مع الفريكة و أرز مع بازلاء و كباب مشوي، مع مقبلات رمضانية ومشروبات وعصائر منذ انطلاقتها، موضحا هدف الحملة التخفيف عن الطلاب في ظل تردي الوضع المعيشي والتدهور الاقتصادي الذي يعيشونه، مع ارتفاع أسعار المواد وانعدام مصدر دخل الكثيرين.
فرق أخرى ومبادرات مماثلة هدفها الطلاب والمدنيين
أطلق فريق اتحاد طلبة سوريا الأحرار بريف حلب تحت عنوان متماسكون، حملة إفطار جماعية مماثلة من المقرر تطبيقها على جميع الكليات والأقسام الجامعية العامة والخاصة طيلة الشهر، للتخفيف من الأعباء المادية على الطلبة.
وقد شملت موائد إفطار لطلبة جامعة النهضة للعلوم وجامعة الشام باعزاز وكلية الطب والصيدلة في مارع، و يتكفل المشرفون بإقامتها في المطاعم ودور العبادة بالمساجد على نفقة الاتحاد من ضمنها جامع السبيل، وسط حالة الغلاء التي تشهدها الأسواق مؤخراً رغم عدة مبادرات خيرية، من ضمنها سوق الخضرة باعزاز للبيع بأسعار مخفضة بالتعاون بين المجلس والشرطة العسكرية وفريق يد واحدة، ولكن لم يكتب له النجاح وفق المكتب الاعلامي بالمدينة لعدم توفر الأصناف الكافية من المواد وعدم جودة الخضار المعروضة.
شهدت المدينة من بداية الشهر كما بقية المدن ومخيمات المهجرين مبادرات إفطار للأطفال اليتامى والأهالي، برعاية قطر الخيرية وبنفسج وميرسي و انصرا وأقرا ومشاركة مديرية الرياضة والشباب التركية وجمعية كورت آر وزمزم بتوزيع وجبات إفطار للمخيمات.
معاناة طلبة الجامعات
يعاني الطلبة من ارتفاع رسوم التسجيل بجامعة المحرر التي فاقت قدرة الأهالي على تأمينها لأبنائهم، وسط إهمال المنظمات دعم منح الطلاب لمواصلة دراستهم، حيث تبدأ من ١٠٠ دولار أمريكي تفرضه جامعة الزهراء كرسوم تسجيل في الشريعة و الاقتصاد و التربية و اللغة العربية مقابل ١٥٠ دولار أمريكي للهندسات، ومثلها جامعة الشام التي تفرض ١٥٠ دولار أمريكي للهندسات مقابل ١٠٠ دولار أمريكي للتربية والعلوم السياسية والشريعة.
وتعتبر رسوم جامعة النهضة للعلوم والتكنولوجيا عالية حيث يبلغ رسم التسجيل على الهندسات والعلوم الصحية و معهد التعويضات السنية و التمريض و الصيدلة ٥٠٠ دولار أمريكي مقابل ٣٠٠ دولار أمريكي في كليات الإدارة والاقتصاد و التربية و معاهد إدارة الموارد البشرية و المحاسبة و تكنولوجيا الإعلام والصحافة و اللغة الانجليزية.
في حين تبلغ رسوم التسجيل ٣٠٠ دولار أمريكي في الطب والصيدلة وطب الأسنان بجامعة حلب الحرة، و٢٥٠ للعلوم الصحية وهندسة المعلوماتية والزراعة والميكاترونيك لجانب المعهد التقني الطبي و٢٠٠ دولار أمريكي للحقوق و الاقتصاد و التربية قسم الإرشاد النفسي، و١٧٥ للغة الإنكليزية والشريعة و الأدب العربي و اللغة التركية و التربية قسم معلم صف.
وتبقى كفالة طلاب الجامعات ضمن مشاريع المنظمات محدودة لاتتعدى المئات يتم دفع أقساطهم لفصل دراسي واحد، مقارنة بآلاف من الطلاب الموزعين بريف حلب وإدلب، الذين يعيشون ظروف معيشة صعبة بسبب البطالة وانعدام مصدر للدخل يوفر نفقات تعليمهم، حيث يدفع محمد النازح من بلدة البارة قرب عزمارين ٣٠ ليرة يوميا للوصول لمعهد المعالجة الفيزيائية بإدلب، حيث يتم قطع أجور النقل من مصروف عائلته المكونة من عشرة أشخاص بينهم شقيقه الذي يخاطر بالبقاء بمنزلهم لقطف الموسم للمعيشة.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع