كم تكون الحياة جميلة بحلوها ومرّها في عيون الأطفال البريئة التي لا تعرف حقداً أو كرهاً أو حتى ضغينة.
فما ذنب الصغار بحقد تعج به قلوب الكبار !!!!؟؟
وما ذنب بريء بحقد سلطان سلّط سوطه على رقاب العباد دون تأنيب من ضمير ولا خوف من إله !!!!!
تحكي “ريان” ذات الاثنتا عشرة سنة حكايتها والبراءة تحيط بكل حروف كلماتها وتفاصيل وجهها الملائكي.
تعرّف بابتسامة لا يتقنها إلا الأطفال الأبرياء عن نفسها، وتقول: ” أنا ريان، عمري 12 سنة، من حارة اسمها زملكا في الشام” زملكا التي تتربع شرقي دمشق حيث تشرق الشمس من أحضانها لتغطي دمشق بنورها ودفئها.
وبنظرة من عينيها الخضراوتين كخضرة الربيع وأوراق الشجر التي تحيط بها ووجهها الصافي من شوائب الحقد والكره تقص حكاية إصابتها على أيدي الظالمين، وتقول: “كنت ألعب مع ابن عمي في إحدى ساحات زملكا في عام 2014 حيث انفجرت سيارة فقدت إثرها إحدى قدماي وتعرضت الأخرى للشلل التام”.
وتكمل وهي تفرك أصابعها الصغيرة ببعضها البعض بسبب التوتر والخجل مما قد تطلبه كشخص قوي اعتاد الثبات رغم قهر الظروف وتقول بصوت بريء يحفه الحياء “أعلم أن الخير لم ينقطع من الناس الذين يمكن أن يساعدوني لتركيب طرف صناعي ذكي وأستطيع بعدها الوقوف من جديد”
فيا لقهر الأطفال!!، أقصى أحلام عنوان البراءة أن تستطيع الوقوف بعد أن كانت تملأ البيت والشوارع بخطواتها الصغيرة الخفيفة، كفراشة تطير فوق الأزهار.
أما ميساء فلا تختلف في براءتها أو أحلامها عن ريان فجل أحلامها أن يستطيع جدّها الذي أصبح مسؤولاً عن تربيتها بعد مقتل والديها بسبب القصف الذي طال منزلهم أن يؤمن لها طرفاً صناعياً ذكياً يلائم جراح قدمها ويساعد في التئام جرح قلبها الصغير بفقدانها أغلى الأحبة.
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فقد وصل عدد الأطفال المصابين بسبب الحرب في سوريا ما يقارب المليون طفل، تعرض أغلبهم لبتر أحد أطرافهم بسبب الحرب.
محمد المعري/المركز الصحفي السوري