تخرج مريم الصغيرة من خيمتها متكأة على عكازتها ذات الأربعة أرجل، تحمل حقيبة وردية فيها القليل من الأوراق والأقلام والكثير من الأحلام، متجهة لمدرستها، تتعثر بالأحجار والوحل وتقاسي آلام قدميها فتتصبر وتتابع بإصرار نحو حلمها البعيد.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
“حلمي بالحياة أدرس منشان صير دكتورة” كلمات رقيقة وعذبة تتفوه بها طفلة لم تتجاوز ربيعها السابع، وقد رسمت على وجهها الملائكي ابتسامة مشرقة بالأمل رغم ما تقاسيه من معاناة وألم.
تجلس مريم على مقعدها الدراسي المحطم في خيمة مهترئة جعلت غرفة دراسية، تمسك بقلمها وتكتب دروسها وتردد خلف معلمتها بشغف لتكون مريم من المتفوقات رغم اعاقتها.
ثم تجلس على كرسي حديدي وسط باحة المدرسة ترمق بحزن بعينيها البراقتين الأطفال وهم يلعبون، وفي قلبها شغف لتلعب وتقفز معهم، لكن آلام قدميها تحول دون ذلك.
تقول مريم ذات السبع سنوات، بنبرة صوت حزينة “رجلي التنتين بوجعوني كتير من لما كنت صغيرة” وكأن ما رافقها من ألم جعل السنوات السبع تطول بها فظنت أنها كبرت.
تعاني مريم من آلام في قدميها وقصر بإحداها، فلا تقوى على المشي دون الاتكاء على العكاز، تتابع مريم فتقول ” أنا ما بحسن أمشي بدون الكرسي ومدرستي بعيدة كتير وأهلي ما عندهم مصاري ليوصلوني على المدرسة”.
تهجرت مريم قسراً مع أهلها من بلدة قبتان الجبل في ريف حلب لتعيش في مخيمات النازحين في قرية أطمه الحدودية.
تقاسي آلامها ويزيدها النزوح وقساوة الظروف المعيشية ألماً، حالها حال الكثير من الأطفال الذين يفتقرون للعلاج والرعاية الصحية في مخيمات النازحين.
بقلم: سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري