من موقعها وتاريخها إلى انتفاضتها بالثورة السورية مروراً بفتوحاتها الإسلامية ووصولاً لأبرز العادات والتقاليد التي يشتهر بها أهلها تكمن حكاية مدينة مارع شمال سوريا.
تقع مدينة مارع في شمال محافظة حلب، وتتبع لمدينة إعزاز حيث تبعد عن الحدود السورية التركية 25 كيلومتر وتبلغ مساحتها 20 ألف هكتار.
جاء اسمها من كلمة السهل الممرع بمعنى السهل الذي تكثر فيه المراعي.
يعود تاريخها إلى عهد الإسكندر المقدوني، حيث تم الحصول على أثريات تؤكد أنها من تلك الحقبة إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وعُثر على قطع حجرية بازلتية شرقي المدينة منحوته لسور عسكري قديم تابع للإسكندر المقدوني.
قامت الفتوحات الإسلامية وتم تحرير هذ المدينة من اليونانيين ودخلت الإسلام وتتابعت الأحداث إلى عهد العثمانيين حيث تم تحويل هذه المدينة إلى قائمقامية ومركز قيد نفوس لسكان مارع وما حولها من القرى وأطلق عليها اسم (دفتردار) وبعد خروج العثمانيين، احتل الفرنسيون سوريا وقامت ضدهم حركات مقاومة حيث كانوا يسمون في مارع بـ الشتا إدت إلى خروج فرنسا واستقلال سوريا تم تعيين مدينة مارع كناحية إلى الآن.
تشتهر مارع بالزراعة وتعد زراعة البصل والبطاطا والشمندر من أهم المحاصيل فيها، وتتميز بوجبات طعام محددة كالسماقية التي تطهى خلال المناسبات في الأفراح والأعياد.
ويعد الشارع العريض من أكبر الأسواق في مدينة مارع، الذي يباع فيه الأقمشة والألبسه وغيرها وسوق الخضرة الذي يتميز بأسعاره المناسبة لسكان المدينة.
وفي مجال الأدب والفن برز رياض صالح الحسين في الشعر وكتابة القصائد وشارك في إصدار نشرة “الكراس الأدبي” مع عدد من الشعراء والأدباء.
انضمت مارع إلى الاحتجاجات السورية في 2011 ضد نظام الأسد وشارك أهلها بالكثير من المظاهرات داخل وخارج المدينة، انتقلت مارع لحمل السلاح بعد تشكيل لواء التوحيد فيها بقيادة عبد القادر الصالح الملقب (بحجي مارع) الذي استشهد عام 2013 نتيجة غارة للطيران أثناء اجتماعه مع عدد من قادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة بريف حلب.
قدمت المدينة أكثر من 600 شهيد خلال الحرب ضد الأسد وتنظيم الدولة.
هذه مارع نشرت عبق الياسمين بأيدي أبطالها وشعبها الكريم، تفوح على ثراها أرواح الشهداء الطيبين، وتنثر على أفق الحرية، مجدا عبر السنين، يذكر الأجيال بتضحيات أبطالها، وفي كل مدينة سورية، تكمن ألف حكاية.
آلاء السلطان
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع