100 يوم مضت على مشاركة روسيا في الحرب الدائرة بسوريا تحت ذريعة “الحرب على تنظيم داعش”، لم تقهر خلالها التنظيم، بل أوقفت تقدم المعارضة السورية في عدة جبهات، وكانت سببًا في سيطرة النظام على العديد من المناطق، بالإضافة لمقتل 1000 مدني على الأقل، وتهجير أكثر من 100 ألف من منازلهم.
الغارات الروسية التي بدأت في أيلول/سبتمبر 2015 كانت مركزة في شهرها الأول على محافظات إدلب، وحماة، وحمص، وحلب.
وبدءًا من النصف الثاني لتشرين الأول/أكتوبر، وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت الغارات الروسية، الريف الجنوبي والشمالي لحلب، والريف الجنوبي لإدلب، والتركمان في منطقة بايربوجاق بريف اللاذقية.
ومنذ كانون الأول /ديسمبر، وحتى الآن، يتعرض ريفا حلب الجنوبي والشمالي، ومنطقة باير بوجاق، وريف إدلب لغارات روسية متواصلة.
داعش لم يتقهقر بالتدخل الروسي
لم يتسبب التدخل الروسي في انكفاء مسلحي تنظيم داعش وتقهقرهم، بل على العكس، فبعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي اخترقت أجواءها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حقق تنظيما داعش، وحزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابيين، تقدمًا بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، شمال حلب، بدعم روسي، حيث هدفت لقطع الممر الواصل بين الحدود التركية، ومدينة حلب.
وجد تنظيم داعش لنفسه الفرصة، بالتقدم نحو الممر الواصل بين الحدود التركية، وحلب، من جهة الشرق، ووصوله إلى مسافة 3 كيلو مترات، من مدينة عزاز.
وتسبب القصف الروسي، لفصائل المعارضة، التي تقاتل داعش في تقدم التنظيم، من بلدة صوران، حتى جنوب مدينة عزاز، وسيطرته على قرية كفرا.
أعداء داعش على قائمة المستهدفين
وأثبت استهداف روسيا بغاراتها الجوية، فصائل المعارضة الفاعلة في مقاتلة التنظيم، عكس ادعائها بمحاربة التنظيم، حيث استهدفت روسيا بغاراتها الفصائل المعارضة التي تقاتل التنظيم وهي: الفوج الأول في جبهة دير جمال شمالي حلب، والجبهة الشامية في جبهة المالكية، والسلطان مراد في كفرا، ولواء المعتصم، وصقور الجبل في إدلب، وأحرار الشام، وفيلق الشام، ولواء نور الدين الزنكي في حلب، وجيش الإسلام، الذي طرد داعش من مناطق عديدة في ريف دمشق.
النظام يتقدم والمعارضة تتحول إلى الدفاع
وتمكنت قوات النظام السوري من التقدم برًا في عدة مناطق، تحت غطاء جوي روسي، بينما تحولت قوات المعارضة إلى موقع الدفاع.
وقبيل تدخل روسيا في سوريا، كانت قوات المعارضة تحقق تقدمًا في العديد من الجبهات، فقد كانت على مشارف السيطرة على كامل محافظة إدلب، بعد سيطرتهم على مطار أبو الظهور، وحصارهم لقريتي كفريا والفوعة، كما حققت تقدمًا في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، وتقدمت إلى “معقل النظام” في اللاذقية، وفي درعا كانت انتصارات المعارضة السورية متتالية، وأهمها سيطرتهم على قرية شيخ مسكين مطلع 2015، وفي آذار/مارس، سيطروا على مدينة بصرى الشام التاريخية، وفي نيسان/أبريل سيطروا على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
مشاركة روسيا في الحرب الدائرة في سوريا رجح كفة النظام السوري على المعارضة
وسيطر النظام بدعم جوي روسي على بلدات خان طومان، وعيس، وتل عيس، وبلدة حاضر، وعابدين، وقرية بانيس، وعشرات القرى والمزارع، في الريف الجنوبي لحلب.
وفي سهل الغاب، تمكن النظام من استعادة السيطرة على قرى منصورة، وبحصة وفورو، وفي اللاذقية سيطرت على قرى آجي صو (النبع المر) وغمام، وزويك، وسراي، وقيزل داغ، وبرج القصب، وجبل النوبة، وبيت عوان، والكبير.
أمام المعارضة فسيطرت فقط على 4 نقاط في ريف حماة الشمالي، وهي أتسان، ومورك، ومعن، بالإضافة إلى 4 مناطق تابعة لصوران، في ريف حماة الشرقي.
أكثر من تضرر من التدخل الروسي خلال الأيام المئة الماضية،هم المدنيون، حيث فقد خلالها ألف شخص على الأقل حياتهم، بحسب معلومات جمعتها الأناضول، في هذه الغارات، وتسببت الغارات الروسية المتزامنة مع هجمات برية لقوات النظام على مواقع المعارضة بموجة نزوح كبيرة تجاه الحدود التركية.
وبحسب إحصاءات أممية في نوفمبر/تشرين الثاني، وصل عدد المهجرين من منازلهم في موجة اللجوء هذه عددهم 123 ألف شخص.
وأقامت روسيا منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، علاقة خاصة مع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، امتداد تنظيم بي كا كا الإرهابي في سوريا، وبعد لقاءات التنظيم مع المسؤولين الروس في باريس وموسكو، بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي على الأرض بتلقي دعم فاعل من الطيران الروسي.
ففي الثاني من كانون الأول/ديسمبر الماضي، ألقت طائرة شحن روسية 5 أطنان من الأسلحة والذخيرة، على منطقة الشيخ مقصود، التي تسيطر عليها قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، وتزامن ذلك مع دعم التنظيم في التقدم على جبهات اعزاز، وجرابلس، الحدوديتين مع روسيا.
ويسعى تنظيم الاتحاد الديمقراطي، للسيطرة على مدينة جرابلس، التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش، من أجل العبور إلى غربي نهر الفرات، إلى جانب هجماتهم المتكررة على المعارضة في جبهة عزاز.
الأناضول