أطلق مجلس محافظة حمص الحرة يوم الجمعة الماضي نداء استغاثة موجهاً من أهالي ريف حمص الشمالي إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ولجنة التفاوض العليا، بعد أن أصبح حال المدنيين متدهوراً جداً وأصبحت إغاثة المدنيين في المناطق المحاصرة أمراً يستدعي التحرك السريع لأجله.
نظام الأسد يحرم المدنيين في ريف حمص الشمالي أدنى مقومات الحياة لكنه لا يحرمهم من قذائف وصواريخ وبراميل تسقط على منازلهم بشكل يومي في حين تعتمد المنظمات الدولية والإنسانية على تقارير يرسلها لها نظام الأسد، تفيد بتأمين الحاجات العامة واللّقاحات للمناطق المحاصرة مزوراً بذلك للحقائق ومعتمداً على السماح للهلال الأحمر العربي السوري الذي يعد أحد مؤسساته بممارسة عمله الإنساني ظاهرياً فقط مع تقييد واضح لهم ضمن المناطق التي تعد خارج سيطرة النظام وهنا يطرح السؤال كيف لمن يقتل المدنيين في هذه المناطق أن يأمن لهم حقوقهم من الأدوية واللقاح والأغذية؟؟؟.
أطفال الحولة عرضة للأمراض السارية
“قطرتان للطفل تحميه من مرض شلل الأطفال” شعار تعمل في ظله جميع المنظمات الإنسانية عجزت عن تأمينها لأطفال مدينة الحولة التي تعاني مشافيها الميدانية من عدم توفر اللّقاحات لديها، إضافة لسوء الوضع الصحي والطبي العام وقلة الأدوية الطبية وانتشار الأمراض وتفاقم سوء الوضع الصحي للأطفال.
صرح الدكتور “أبو محمد” مدير المشفى الميداني في كفرلاها لـ”العربية نت” بأن النظام سمح بإدخال كميات قليلة من اللقاحات خلال السنوات الماضية، وبما يقدر بدخول اللقاحات لمرة واحدة طوال العام عن طريق الهلال الأحمر العربي السوري.
وقد أفاد “أبو محمد” بأن آخر دفعة لقاحات دخلت لمدينة الحولة كانت في شهر أيلول من العام الماضي، حيث تم إدخال كمية قليلة فقط وغير مكتملة من اللّقاحات على الشكل التالي: (الكبد 75 جرعة، الخماسي 350 جرعة، شلل الفموي 4000 جرعة، MMR 250 جرعة) مع غياب لقاح السل والشلل العضلي واللقاح الرباعي ولقاح الحصبة.
أما عن احتياجات المدينة من اللقاحات شهرياً فهي (لقاح السل: 240 الشلل العضلي: 440 الشلل الفموي: 1070 لقاح الخماسي: 860 لقاح الرباعي: 860 لقاح الكبد: 570 لقاح الحصبة: 240 MMR 240 إحصائيات المحتاجين للقاح أطفال دون العام: 1035 طفلا أطفال دون 5 أعوام: 8170 النساء في سن الإنجاب: 14620 لقاحات الصف الأول الأساسي: 1895 لقاحات الصف السادس: 1150.
احتياجات المنطقة من اللقاحات لا تقارن بالكميات التي تدخل للمدينة عبر الهلال الأحمر العربي السوري وإذا لم تتم استجابة عاجلة لنداءاتنا فستقع كارثة يشهدها التاريخ بحق أطفال مدينة الحولة.


جهات ثورية تمد يد العون والنظام يشدد حصاره
نتيجة السياسة التي يتبعها النظام تقوم بعض الجهات الثورية كـ “وحدة تنسيق الدعم” بإقامة حملات لقاح في الكثير من المناطق السورية، واستطاعت تنفيذ هذه الحملة في ريف حمص الشمالي وتقديم اللقاح لنحو 41500 طفل 11550 طفل في الحولة.
الدكتور “عامر” من برنامج اللقاحات تحدث لـ”العربية نت” إننا استطعنا تنفيذ حملة “القضاء على شلل الأطفال” في الحولة والرستن وتلبيسة، وكانت مدينة الحولة المكان الأصعب، إذ يجب كسر حصارين للوصول إليها ونحن نواجه صعوبات كبيرة تتجلى بتأمين اللقاح من المنظمات الدولية والصحة العالمية واليونيسف، إضافة لصعوبة تأمين الطرق وتكلفتها الكبيرة جداً بسبب حصار النظام.
أما عن آلية عملنا فنحن لا نعمل إلا بوجود مراقب حيادي من قبل منظمة الصحة العالمية، بينما النظام يضع مديرية التربية كمراقب على عمل مديرية الصحة وكلتا المديريتين تغيبان عن مناطق حمص المحاصرة.


“حسين أبو محمد” مراسل مركز حمص الإعلامي في الحولة أشار إلى أن قوافل الصليب الأحمر التي دخلت مدينة الحولة في الثاني والعشرين من مارس الماضي، لا تحمل اللقاحات، رغم التقارير الكثيرة التي تم رفعها لهم مسبقاً، علماً أن مدينة الحولة قد قدم إليها نحو 10000 نازح من ريف حماه الجنوبي والوضع بات مأساوياً جداً.
وفي سياق متصل مع أحد الأشخاص العاملين في الهلال الأحمر العربي السوري أفاد بأن النظام يمنعنا من إدخال اللقاحات بسبب حملة اللقاح التي قامت بها وحدة تنسيق الدعم داخل المدينة، وأن مديرة الصحة التابعة للنظام حرمتهم من مخصصاتهم القليلة التي تقدم لهم سنوياً.
ليبقى حال المدنيين متأرجح بين معارضة يصعب عملها ونظام ظالم يحاول قطع أنفاسهم ومنظمات أممية دولية تعمل لتقديم المساعدة دون ممارسة ضغوط حقيقية تبرز الدور الإنساني الحقيقي الذي يعملون لأجله ولأجل حقوقه.







العربية نت