شهدت أحياء حمص الموالية للنظام حتى نهاية يناير الماضي أعنف تفجيرين تعرضت لهما، كان أولهما في منطقة وادي الذهب, والثاني في منطقة الزهراء ذات الغالبية العلوية، وارتفاع عدد القتلى والجرحى الذين قضوا نتيجة التفجيرات، أشعل غضب المؤيدين، بسبب قلة حيلة الحكومة السورية، وعجزها عن وضع حد للإرهاب حسب قولهم.
ضربت أربع تفجيرات أحياء حمص الواقعة تحت سيطرة النظام منذ بداية 2016، وكان أولها في 22كانون الثاني الماضي, حيث انفجرت عبوتين ناسفتين في وادي الذهب أوقعت إحداها 15 جريحاً بينهم ضابط برتبة عقيد، وبعد مرور ثلاثة أيام هز حي الزهراء انفجار سيارة مفخخة قرب أحد حواجز النظام، أوقع 34 قتيلاً و 50 جريحاً، واعترف محافظ حمص بمقتل ضابط وأن التفجير استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري ووقعت إصابات بين عناصر النقطة.
أحد المواطنين في حمص قال:” إن عناصر النقطة لم يكونوا موجودين قبيل الحادث فقد أخلوا الحاجز والحكومة السورية متواطئة وكانت على علم بالتفجيرات”.
وأضاف :” المواطنون الحمصيون من الطائفة العلوية علقوا على تفجير حي الحمراء ذو الغالبية السنية بأقاويل طائفية بحتة حرضت على الاقتتال، واللجان الشعبية تفتعل التفجيرات لإحداث الفتن الطائفية”.
سقط أكثر من 100 قتيل و500 جريح خلال عام2015 جميعهم قضوا جراء التفجيرات التي طالت الأحياء المؤيدة، وقدرت عدد السيارات المتفجرة التي اخترقت الطوق الأمني ب 15 سيارة مفخخة، إضافة إلى دراجة نارية وعدة عبوات ناسفة، كان أعنفها ثلاث تفجيرات في حي الزهراء خلفت 63قتيلاً و165جريحاً, يليه انفجار حي الأرمن بتاريخ 7 أيار أودى بحياة 15 شخصا و28 جريحا.
قال أحد الناشطين في حمص:” إنه وبرغم إعلان تنظيم الدولة الإسلامية تبنيه للتفجيرات، إلا أن سكان حمص اعتبرت أن المحافظ أحد مسببي الحوادث, فعدد التفجيرات وصل إلى ما يقارب 50 تفجيرا(بآليات مختلفة منها عبوات ناسفة, أو دراجات نارية, أو سيارات مفخخة) منذ تولي محافظ حمص طلال البرازي منصبه في2014″.
آخر الهجمات فجرت غضب سكان أحياء حمص المحصنة من قبل حواجز الأمن والجيش، فخرجت المظاهرات والاعتصامات في الشوارع، مطالبة بإقالة محافظ حمص واللجنة الأمنية المشكلة من اللجان الشعبية، حيث حملوها مسؤولية جميع الخروقات الأمنية التي شهدتها المحافظة، حتى سكان حي الوعر الخاضع لسيطرة الثوار شهد وقفات احتجاجية طالبت بتحييد المدنيين عن الصراع المسلح وأكدوا أن مثل هذه الحوادث تزيد الشحن الطائفي والمذهبي الذي يؤجج الأوضاع ويزيد دمويتها.
قال المواطن (م,ن):” جرى تشييع قتلى التفجيرات بمواكب رسمية بحضور المحافظ ورؤساء اللجنة الأمنية، وقوبل ذلك باعتصام المشيعين وقطع الطرق وإشعال إطارات”.
ويضيف:” الحكومة استجابت لمطالب المتظاهرين فأقالت رئيس اللجنة الأمنية لؤي المعلا, وعينت جمال سليمان خلفاً له, وعين (زيد صالح) نائبا لقائد الحرس الجمهوري, و (أوس أصلان) قائدا للفيلق الثاني.
تغييرات أمنية وعسكرية جذرية قامت بها قيادات نظام الأسد بعد سلسلة تفجيرات في حمص ثالث أكبر المدن السورية، فهي اليوم تضم حوالي 65 ألف نسمة يعيشون في الأحياء التي تؤيد النظام، ومعظمهم من الطائفة العلوية.
المركز الصحفي السوري ـ آلاء هدلي